نزل أمس الجمعة مئات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع العديد من المدن السورية وخاصة دير الزور (شرق) وحماة (شمال)؛ للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وسقوط النظام وفقا لناشطين في المعارضة. وفي درعا، أطلق الأمن الرصاص لفض احتجاجات فيها وفي ومحيط الجامع العمري. وقال رامي عبدالرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو350 ألف شخص نزلوا إلى شوارع دير الزور، كما تظاهر 150 ألفا آخرون في حماة وعدة آلاف في حي الميدان بدمشق وفقا لناشطين في المكان. وأطلق السوريون على هذه التظاهرات تظاهرة «أسرى الحرية». وتحدث ناشطون سوريون عن تطويق الأمن السوري منطقتي مضايا والزبداني في ريف دمشق تحسباً لاحتجاجات جمعة «أسرى الحرية»، حيث وضعوا حواجز على المداخل الرئيسة والفرعية. وفي حمص أفيد بإطلاق نار عشوائي في جميع الأحياء المحاصرة واعتصام حاشد في شارع الملعب بمشاركة النساء والأطفال. كما سمع إطلاق نار كثيف في كل من النازحين، الفاخورة، باب السباع، باب الدريب، باب تدمر، الخالدية، البياضة، دير بعلبة ومحيط قلعة حمص، ويتحدث الأهالي عن أصوات قذائف يسمعونها للمرة الأولى. وأفاد كذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل مدنييْن ورجلِ أمن خلال العملية التي تشنها قوات الأمن السوري في بعض أحياء مدينة حمص، خاصة في حي باب السباع. وتحدث ناشطون في إدلب عن انتشار نحو 50 حافلة أمن وسيارات محمّلة بالرشاشات في جبل الزاوية عن طريق قرية الرامي، واحتلت قوات الأمن عدة بيوت كما انتشر القناصة فوق الأسطح. وطوّقت قوات الأمن والجيش البارة وتل صفرة في إدلب بالدبابات في محاولة لمنع مظاهرات الجمعة. سياسياً، حذر السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد من أن «الشارع يمكن أن يطيح» بالنظام السوري إذا لم يبدأ سريعاً الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون. وصرّح فورد في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» قائلاً: «لم أرَ أية إشارة ملموسة على الارض بأن الحكومة السورية مستعدة لبدء الإصلاحات بالسرعة التي يطالب بها المتظاهرون». وتوقع فورد أن «النظام السوري سيطيح به الشارع إذا لم يتحرك بسرعة»، ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى «اتخاذ القرار الصعب» ببدء الإصلاحات. من جهة أخرى، قال الاستونيون السبعة الذين كانوا خطفوا في منطقة البقاع بشرق لبنان أمس الجمعة إثر وصولهم إلى تالين بعد أقل من 24 ساعة على الإفراج عنهم إنهم احتجزوا لفترة في سوريا خلال محنة خطفهم التي استمرت اربعة اشهر. وقال ماديس بالوجا للصحافيين في مطار تالين «لقد احتجزنا في ثلاثة مواقع سرية مختلفة من قبل ثمانية إرهابيين، في لبنان وسوريا. وأفضل شيء كان أننا كنا معا وان وحدتنا أعطتنا القوة لكي نؤمن بأننا سنصل إلى نهاية سعيدة». وأضاف «في إحدى الفترات أقمنا جميعا في نفس الغرفة مع الخاطفين الثمانية الذين كانوا يحملون رشاشات كلاشنيكوف». على صعيد آخر، أثارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي الخميس مزاعم عن نشاط نووي سري لسوريا لكن المجلس المؤلف من 15 دولة لم يتخذ إجراء فوريا وسط خلافات بين القوى الرئيسية. وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وافق في يونيو على إحالة ملف سوريا إلى مجلس الأمن الدولي ووبخها على المماطلة في تحقيق تجريه الوكالة بمجمع دير الزور الذي قصفته إسرائيل عام 2007 . وقالت بلدان غربية إن جلسة الإحاطة المغلقة للمجلس يوم الخميس التي تحدث فيها نيفيل ويتينج رئيس إدارة الضمانات التابعة للوكالة والتي تتولى ملفي سوريا وإيران أوضحت أن سوريا كان لديها منشأة سرية. وقالوا إنه يجب على المجلس أن يتابع المسألة لكنهم أوضحوا أنه قد لا يناقش المسألة ثانية قبل سبتمبر. وكانت روسيا والصين العضوان الدائمان بمجلس الأمن من بين المعارضين لإحالة ملف سوريا للمجلس التابع للأمم المتحدة. وتساءل البلدان عما إذا كان ينبغي إشراك مجلس الأمن في المسألة لأن المجمع السوري لم يعد له وجود. وكانت تقارير مخابرات أمريكية قد أشارت إلى أن المجمع كان مفاعلا تحت الإنشاء من تصميم كوريا الشمالية لإنتاج البلوتونيوم لتصنيع أسلحة نووية قبل أن تحوله الطائرات الحربية الإسرائيلية الى أنقاض. وكانت سوريا قد قالت إنه منشأة عسكرية غير نووية.