يتكبد شبابنا متاعب كبيرة وهم يساقون إلى مصيرهم المظلم لقياس قدراتهم سواء عند رغبتهم بدخول الجامعات أو دخول مجال العمل حيث فرض عليهم مركز القياس قياس امكاناتهم التعليمية غير معترف لقياس الجامعات والمدارس والجهود المضنية والامتحانات الكثيرة التي عصرتهم حتى أهلتهم عبر عدد من السنوات وآلاف المواد والساعات التي خلفها الشباب وراءهم حتى نالوا الشهادات الجامعية أو الشهادات الثانوية. كما ان مركز القياس أيضاً تجاهل بل وألغى دور الأساتذة في المدارس والدكاترة في الجامعات واعتمد فقط على قياسه المفروض اجباريا على الطلاب حتى يستطيعوا دخول ميدان العمل أو الالتحاق بالجمعات وكأنه يرمي بهؤلاء الطلاب في صحراء مظلمة ويطلب منهم ان يصلوا إلى بيوتهم دون طرق معبدة أو وسائل حديثة تهديهم إلى هدفهم لكون قياسه لا يعتمد على منهج أو سبل تهدي للنجاة وقد تضخم بنيان هذا القياس حتى أصبح له كتبه ومؤسساته واستطاع ان يحصر أو يلغي دور الجهات الأخرى جاعلا منه بعبعا مخيفا أو سيفا مسلطا على مستقبل وأحلام الشباب. وقد سبق لي ان خاطبت معالي وزير التعليم العالي وكذلك صاحب السمو وزير التربية والتعليم بهذا الخصوص وشرحت لكل منهما معاناة الطلاب والنتائج السلبية التي يصلون إليها خلال ساعتين من امتحان القياس فتقضي على مستقبلهم وأحلامهم وتتركهم يعايشون المتاعب النفسية واقترحت ان يلغي دور مركز القياس لكونه غير مؤهل لإلغاء جهود فريق كبير من المختصين والمتخصصين ثم لكونه عقبة آداء في مستقبل أولادنا وبناتنا في مواصلة التعليم أو الالتحاق في ميدان العمل ومن العجيب ان بعض الدول النامية التي كانت تعيش مثل هذا الوباء سبقتنا إلى نبذه وقلعه من جذوره وإذا كان يصعب إلغاؤه فلتكن نتيجة قياسه اختيارية لإضافة درجات للطلاب دون ان تقضي على مستقبلهم وتخل بنتائجهم، لا سيما وان امتحان القياس لا يقوم على منهج محدد يستطيع الطلاب ان ينهلوا منه ثم يعبرون إلى طريق النجاة، هل هي اجتهادات خاصة لا تسير وفق طرق معبدة ويعتقد الكثيرون بان من يقوم عليها شركة تجارية تهدف إلى الحصول على القيمة المادية دون القياس الفعلي للحصيلة التعليمية والثقافية أو الوقوف على مستوى الفهم والادراك لجوانب الحياة. وهذا ما جعل قياس المركز في ثوبه الحالي غير موفق لإعطاء وقياس النتيجة الفعلية وبلدنا المعطاء بقيادة قادتها المخلصين تجاهد في سبيل هدم مثل هذا الروتين المقيد وإزالة المعوقات والمطبات التي وضعت لغايات خاصة في طريق مستقبل فلذات أكبادنا ومستقبلهم المشرق. وأخيراً لا أحد يصدق ان الهدف من امتحان القياس يلبي الحاجة الفعلية لأن ساعتين يقضيهما الطلاب في هذا الامتحان لا يمكن ان تكون أداة قياسية عادلة ولا ترصد نتائجه الواقعية في كل المعايير ولا تعكس قدرات الطالب خاصة ان طبيعة الأسئلة المختارة لا تعتمد على منهج ولا تقترب من التخصصات لكل طالب ناهيك انها لا تتناغم مع حصيلة الطلاب الدراسية عبر سنوات كثيرة من عمره وتصبح هي دون غيرها مع الأسف الشديد النتيجة المحولة لدخول الجامعات ودخوله ميدان العمل، وهنا ظلم كبير ينبغي ان يلغى أو يجد ثوبه بحيث يصب في مصلحة الطلاب الحاصلين على مستويات متدنية إلى مستوى أفضل فقط دون ان يهبط بنتائج المتفوقين ويصبح سيفا مسلطا على مستقبلهم. صالح عبدالله العثيم – بريدة