السائل (عبدالعزيز شلبي): ماذا أطلق على أبناء ولدي وأبناء ابنتي.. أحفادي أو أسباطي أو حفدتي؟ وهل هناك فرق بين أبناء الولد وأبناء البنت؟ وما اللفظ المفرد والمذكر؟ الفتوى (7): هذا سؤالٌ حسنٌ، أرجو أن أوفق فيه إلى جواب حسن.. أمّا السِّبط: فكلام أئمة اللّغة صريحٌ في شموله لأولاد البنين والبنات، والمشهور بين النّاس أنه خاصّ بولد البنت؛ ليفرِّقوا بينه وبين الحفيد. وسئل ابن الأعرابيّ عن الأسباط، فقال: هم خاصّة الأولاد وصفوتهم، والولد يشمل الذكر والأنثى. وابن الأعرابيّ من حُذاق اللّغة وثقاتهم. وأمّا الحفيد: فهو ولد الابن والبنت أيضًا، فهو والسّبط سواء في الإطلاق على هذا. وقال ابن فارس: الصحيح أنّ الحَفَدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة} [النحل: 72] هم الأعوان. وقيل: الأختان. ومن العلماء من قال: هم البنات؛ لأنّه ذكر الحفدة مع البنين، والله يمتنّ على عباده بما خلق من أزواجهم، وهم صنفان (بنون، وبنات)، وقد ذكر البنين، فلم يبقَ غير البنات، وأطلق عليهنّ حَفَدة؛ لأنهنّ أسرع إلى طاعة الأب، ومادّة (حَفَد) دالّة على الإسراع، ومنه الحديث: (وإليك نسعى ونحفِد). هذا ما ظهر لي في معناه في الآية، ولا يلزم من ذلك قصرُه على هذا المعنى في غير الآية. ومن الذهول الشائع اليوم في الوصايا والوقف أن يذكر الموصي أو الواقف مثل هذه الألفاظ المشتركة التي اختلط فيها العرف في مقام يحتاج فيه إلى تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم. والحاصل أنّ الأجداد ذوي الأسباط والأحفاد في سَعة أن يطلقوا هذين اللفظين على من شاءوا من ذرّياتهم، فإن كان لمن حولهم عرفٌ شائعٌ فعليهم مراعاته، ومن الشائع إطلاق الأسباط على أولاد البنات، والأحفاد على أولاد البنين أو على الجميع، وأمّا مفرد الأسباط فسبط للذكر والأنثى، ومفرد الأحفاد حفيد، ومفرد الحَفَدة حافد، كحافظ وحَفَظة.. متّعك الله بأسباطك وأحفادك. [email protected]