ذكر مسؤولون أمنيون وعاملو إغاثة أمس أن القوات الباكستانية شنت هجومًا كبيرًا في منطقة كورام القبلية، بالقرب من الحدود الأفغانية، ممّا دفع آلاف الأسر إلى الفرار. واستهدفت العملية «تحريك طالبان باكستان»، وهي منظمة كبرى تضم أكثر من 12 فصيلاً مسلحًا ويعتقد أنها المسؤولة عن مقتل آلاف المدنيين وأفراد الأمن منذ عام 2007 . وقال مسؤول بارز من قوة «فيلق الحدود» الباكستانية شبه العسكرية إن قوات مدعومة بدبابات ومدفعية ومروحيات حربية دخلت المنطقة، مضيفًا: «يتواصل القتال منذ الأحد، لكننا لا نعلم حجم الخسائر البشرية حتى الآن». ودفع الهجوم نحو أربعة آلاف أسرة إلى الفرار من المنطقة، فيما قال مجاهد توري منسق هيئة إدارة الكوارث في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية، وهي منظمة إغاثة حكومية، إنه تم تسجيل 500 أسرة في المنطقة. وأوضح قائلاً: «يعتقد أن الباقي انتقل مع الأقارب والأصدقاء إلى أماكن أكثر أمنًا». يذكر أن مئات المسلحين انتقلوا إلى منطقة كورام عقب عمليات عسكرية في مناطق أوراكزاي وخيبر ووزيرستان الجنوبية. كما يستخدم المتمردون المخابئ في كورام لشن غارات عبر الحدود ضد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان. على صعيد آخر، قال مسؤول باكستاني إن المسلحين الذين خطفوا سائحين سويسريين في إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي قد نقلوهما إلى منطقة القبائل المحاذية للحدود الأفغانية. وكان الزوجان السويسريان قد اختطفا الجمعة من مقاطعة لورالاي البلوشية حيث كانا متجهين من إسلام آباد ليعبرا إلى إيران. وأضاف وزير الداخلية في حكومة إقليم بلوشستان ظفر الله بلوشي أن الخاطفين كانوا خمسة رجال، وينتمون إلى العرقية البشتونية، وقاموا بنقل الزوجين السويسريين إلى مقاطعة وزيرستان الجنوبي القبلية التي تنشط فيها حركة طالبان. وأكد أن السلطات الحكومية تواصل جهودها لتحرير الرهينتين حيث تمت الاستعانة بزعماء القبائل في وزيرستان الجنوبي لتأمين الإفراج عنهما بسلام.