قال الضَمِير المُتَكَلّم : بما أن ( أسامة بن لادِن ) قد قُتِل ، وخطر القاعدة وأذرعتها قد خَفَت ؛ و( معمر القَذافِي ) قَد تعوّد الشارع السياسي ، على صراعه مع معارضيه ، واليمن تحول الصراع فيه إلى ميدان القبائل ؛ وسوريا لمصالح مختلفة الكثيرون صامتون على ما يحدث فيها ! وبما أن ( السعودية ) تنعم بالاستقرار والأمن ، وبعيدة عما يحدث في البلدان المجاورة ؛ فلا حكاية فيها ( تملأ الدنيا وتشغل الناس ) أهم من ( قيادة المرأة السعودية للسيارة ) ؛ فهي مشكلة كبرى تواجه السعودية كما تقول ( صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ) في تقرير لها نُشِر الأسبوع الماضي ؛ وفيه أكدت أن القيود التي تفرضها السعودية على المرأة لن تتوارى عن الأنظار فالأكثر احتمالاً، هو أن تنامي قبول الطبقة المتوسطة لحقوق المرأة يدعمها النشطاء وقادة الاقتصاد والمثقفون والصحفيون وحتى القادة الدينيون المعتدلون !! ولأن موضوع ( قيادة المرأة للسيارة ) ليس مقصوداً في حَدّ ذاته ، بل له أبعاد أخرى ؛ نتجاهلها ، ويدركها العَالَم من حولنا تشير ( الواشنطن بوست ) : إلى أن هذا الموضوع سيؤدى إلى تفاقم التوترات المتأججة من فترة طويلة بين التقاليد والحداثة، بين (الإسلام الأصولي والمعتدل)، والتي هيمنت على المجتمع السعودى على مدار عقود .! وتنفخ الصحيفة في صورة تلك القضية ، وبأنها تشبه مسألة التمييز العنصري ضد الأفارقة في منتصف القرن الماضي ؛ حيث تصف المرأة السعودية لتي أعلنت قيادتها لسيارتها عبر اليوتيوب بأنها ( رُوْزَا بَارْكِس السعودية ) « ورُوْزَا « تلك ناشطة أمريكية من أصول أفريقية ناضلت من أجل حصول الأفارقة في الولاياتالمتحدة على حقوقهم المدنية ! ولأن ( قيادة المرأة السعودية للسيارة ) ،أصبحت هَمّاً مشتركاً للغَرْب ، وكذلك العُرْب فقد تزامن مع تقرير الصحيفة الأمريكية ؛ مقالات في صحيفة ( الدار الكويتية ) للكاتبة ( دانية آل فريد ) ومنها : ( أن معضلة قيادة المرأة السعودية للسيارة بحاجة إلى قرار سياسي جريء من صاحب القرار ... الذي يدرك تماماً حجم هذه اللحظة التاريخية الصعبة التي تمر بها المملكة )! تصوروا في نظر أولئك ( قيادة المرأة السعودية للسيارة ) مشكلة ، ومعضلة ، وتمييز عنصري ، وحدوثها قرار مفصلي في تاريخ وطننا !! وأولئك لهم الحق في تصوراتهم ونظراتهم لقضايانا ، ولكن الأهم لماذا نسمح لأصوات خارجية من الغرب أو الشرق أن تتدخل في قضايانا المحلية ، وأن تحول قضية هامشية فرعية إلى نار تُشْعِل فيها مجتمعنا وتُشغله عن محطاته الأهم ؟! وأكرر ما ذكرته سابقاً أن ( قيادة المرأة للسيارة ) لا تستحق تلك المجلدات والصفحات ، فالحكم فيها للمجتمع فقط . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain)