رفضت هيئة الرئاسة في البرلمان الإيراني أمس، مشروع مساءلة الرئيس احمدي نجاد بالبرلمان، معتبرة تنفيذ المشروع بأنه ليس في صالح البلاد، فيما توقع الصحافي البريطاني البارز والخبير في شؤون الشرق الاوسط روبرت فيسك أن يضطر نجاد إلى الاستقالة خلال الأسابيع المقبلة. يأتي ذلك، فيما اطلقت ايران أمس 14 صاروخا بالستيا من المديين القصير والمتوسط في إطار مناورات دفاعية اعتيادية ترمي إلى استعراض قوتها وردع اسرائيل والولايات المتحدة عن شن هجوم عسكري على الجمهورية الاسلامية. واعتبر النائب في البرلمان الإيراني محمد دهقان أن تضعيف العلاقة ما بين البرلمان والرئاسة ليس في صالح النظام، وقال إن البرلمان سيأخذ علي عاتقه مناقشة الموضوع مع النائب علي مطهري الذي طلب مساءلة الرئيس نجاد. وكان ممثل المرشد علي خامنئي قد اعترض علي مساءلة نجاد، قائلا إن المساءلة تتناقض ووصايا خامنئي التي طالب فيها البرلمان بضرورة الوحدة والتنسيق مع الحكومة. وفقا لما نقلته عنه صحيفة «كيهان». وعمت الفوضى جلسة البرلمان أمس، إثر نقاشات حادة دارت بين أنصار الرئيس والاصوليين، حيث هاجمت النائبة فاطمة أليا، نوابًا سخروا من قدوم الرئيس نجاد إلى البرلمان الأسبوع الماضي لدعم ترشيح حميد سجادي لوزارة الرياضة، وقد تعمد النواب الاصوليون أثناء إلقاء نجاد لكلمته إلى إصدار تعليقات وأصوات ضد الرئيس. بدوره، عبر النائب محمد رضا باهنر نائب رئيس البرلمان عن اعتراضه حيال تصرفات النواب مع الرئيس، وقال: سنعلن أسماء النواب الذين تجاوزوا، من خلال منبر رئاسة البرلمان. إلى ذلك، أعلن قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الجنرال امير علي حاجيزاده، أن قوة النخبة في النظام التي تسيطر على برنامج الصواريخ الايرانية اطلقت صاروخا من طراز «قدر» المتوسط المدى (1800 كلم) و13 صاروخا اخر مختلف المدى من طراز «زلزال» (400 كلم) وشهاب 1 وشهاب 2 (300 الى 500 كلم). ورغم ان طهران وصفت هذه المناورات بانها «رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة» وانها لا تهدد «اي بلد»، كشف الجنرال حاجيزاده صراحة عبر التلفزيون الهدف عن استعراض القوة. وقال ان الصواريخ الايرانية «موجهة نحو اهداف امريكية في المنطقة والى النظام الصهيوني» كما افادت وكالة الانباء الرسمية. واضاف «اننا بصواريخنا التي يبلغ مداها ألفي كلم نستطيع الوصول الى النظام الصهيوني الذي لا يبعد عن ايران سوى 1200 كلم». واعلنت اسرائيل والولايات المتحدة مرارا انها لا تستبعد توجيه ضربات عسكرية لجمهورية ايران التي يشتبه في سعيها الى صنع السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني وذلك رغم نفيها المتكرر. وفي رسالة اخرى الى واشنطن، اعلن الجنرال حاجيزاده ان ايران كشفت لخبراء روس عن طائرات امريكية بدون طيار اسقطتها في الخليج. لكنه اكد في المقابل ان «لدينا التكنولوجيا لصنع صواريخ اطول مدى (اكثر من الفي كلم) لكننا لا نحتاجها ولا نحاول صنعها». من جهة اخرى، توقع الصحافي البريطاني البارز والخبير في شؤون الشرق الاوسط روبرت فيسك أن يضطر نجاد إلى الاستقالة خلال الأسابيع المقبلة. وقال فيسك في مقاله بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس: من المتوقع أن يعمل إسفنديار رحيم مشائي الصديق المقرب من احمدي نجاد ومستودع ثقته، حيث يتولى رئاسة ديوان الرئاسة، على إسقاط أحمدي نجاد في محاولة انقلاب ستكون الاكثر إثارة في تاريخ الجمهورية الإسلامية. ويلقي باللوم على إسفنديار في إقالة وزيرين في الاستخبارات وإثارة حنق المرشد الأعلى علي خامئني. ويقول الصحافي البريطاني إن ساسة ايران قد بدأوا بالفعل في التكهن بخليفة احمدي نجاد في منصبه، ويرون أن علي أكبر صالحي وزير الخارجية الحالي الذي كان ترأس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية لمدة أربعة أعوام شخصية مناسبة للمنصب.