قتل 60 شخصا على الأقل أمس في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مستشفى في ولاية بجنوب العاصمة الأفغانية كابول، كما أعلنت وزارة الصحة الأفغانية، في الوقت الذي كان يتحدث فيه الرئيس الافغاني حميد كرزاي في طهران عن الإرهاب، معتبرا انه يمتد ويهدد اكثر من اي وقت مضى افغانستان ومنطقتها. وتعهدت ايرانوافغانستان وباكستان في اعلان مشترك صدر في ختام قمة ثلاثية عقدت على هامش مؤتمر دولي حول الارهاب في طهران امس، بالتعاون معا لمكافحة «الارهاب والتطرف ورفض التدخلات الخارجية». وأعلنت وزارة الصحة الأفغانية في بيان ان «60 من مواطنينا بينهم نساء واطفال قتلوا، فيما اصيب 120 اخرون بينهم افراد من الطاقم الطبي». وقال الرئيس الافغاني في خطاب ألقاه خصوصا امام نظرائه الايراني والباكستاني والعراقي «لسوء الحظ بالرغم من كل المكتسبات في ميادين التعليم واعادة اعمار البنى التحتية لم تتوصل افغانستان بعد الى تحقيق السلام والامن، بل ان الارهاب يمتد ويهدد اكثر من اي وقت مضى افغانستان ومنطقتها». واضاف كرزاي محذرا «ان السلام والاستقرار في دولنا مهددان ووجودها ووحدتها مهددين فعلا»، مشيرا في هذا الخطاب الذي نقله التلفزيون مباشرة الى «ان على جميع دول المنطقة ان تحارب الارهاب». وتابع «ان الارهاب بلغ من القوة بحيث لم تعد معه اي دولة في منأى عن هذا الشر». لكنه اعتبر ان «مشكلات افغانستان يجب ان تسوى عبر الحوار والجهود من اجل السلام» بدلا من العنف. ويأتي خطاب كرزاي في وقت اعلنت فيه الولاياتالمتحدة عن انسحاب ثلث قواتها العسكرية في افغانستان بحلول العام 2012. واصبحت الاعتداءات شبه يومية في افغانستان بالرغم من مرور عشر سنوات على الوجود العسكري الغربي منذ التدخل الذي طرد طالبان من الحكم في كابول بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001. من جانبه، طلب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في خطابه «من كل البلدان حشد قواها لمكافحة الارهاب والقضاء عليه». واكد زرداري ان «الارهابيين هم مجموعات صغيرة.. تستهدف القيم الانسانية والدينية ولا تحترم اي ديانة»، مذكرا بأن بلاده «منيت بأضرار فادحة جراء الارهاب». وشارك في هذا المؤتمر الدولي ضد الارهاب الذي افتتح السبت في طهران الرؤساء الايراني والعراقي والباكستاني والافغاني والطاجيكي والسوداني. وتتمثل بضعة بلدان اخرى على مستوى ادنى. إلى ذلك، دان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في ذات المؤتمر «استغلال» واشنطن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لتبرير انتشارها في المنطقة. وشبه الرئيس احمدي نجاد ذلك ب «استغلال المحرقة» النازية ضد اليهود من اجل الدفاع عن اسرائيل على حد قوله. وقال نجاد ان «طريقة المقاربة التي استغل بها الحادي عشر من سبتمبر تشبه كثيرا ما تم مع المحرقة». وقد اعرب احمدي نجاد مرارا خلال السنوات الاخيرة عن شكوكه حول ملابسات اعتداءات 11 سبتمبر التي اعتبرها «كذبة كبيرة» والمحرقة التي قال انها «اسطورة» مثيرا غضب الغربيين واسرائيل. واضاف ان «بعض الاشخاص يظنون ان 11 سبتمبر كان يهدف الى فك الضغط على النظام الصهيوني وتعزيز انعدام الامن في المنطقة وتحويل وجهة الرأي العام في الولاياتالمتحدة وملء جيوب الراسماليين المتسببين في الحرب» في اشارة الى التدخل الامريكي في افغانستان والعراق. وقال «لو فتحت الصناديق السوداء ل 11 سبتمبر والمحرقة لتعلمنا اشياء كثيرة لكن مع الاسف لا تسمح الحكومة الامريكية بذلك رغم مطالبة العالم اجمع بذلك».