تُعد مدينة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011م التي تشهد هذه الأيام تظاهرة ثقافية سعودية زاخرة بالعديد من الفعاليات والمناشط الثقافية والتاريخية والتراثية المتنوعة مشاركة في الاحتفاء بهذه المناسبة بماضيها المجيد والمزدهر، ذات المعالم الأندلسية المتأصلة في المغرب الإسلامي، وصاحبة المواقع الطبيعية الخلابة، وهي مدينة "الفن والتاريخ" كما يُطلق عليها. وتلمسان جمع "تلم" ومعناها "المنبع- مخزن الماء" وتقع في الشمال الغربي للجزائر على مساحة تقدر ب 9100 كيلومتر مربع، ممثلة عدة مناظر مختلفة من سفوح التلال والسهول والهضاب والجبا، وبلغ عدد سكانها في عام 2010م مليونا ونصف المليون نسمة. ولكثرة ما فيها من مباني فنية رائعة وقديمة قدم التاريخ، وما ضيها الفكري الثقافي السياسي المجيد، فقد تضافرت الجهود الطبيعية السخية وجهود الانسان المبدع الخلاق لتكوين مدينة متفوقة وراقية ممتعة للفكر والقلب والروح معا حيث بلغت أرفع مكانة في الجمال واستحقت بفضل ذلك أن تُدعى "جوهرة المغرب" و"غرناطة افريقيا". وتحتوي تلمسان على مقاصد سياحية هامة لا يقل عددها عن 45 منطقة سياحية ما بين طبيعية وتاريخية من أهمها منتجع حمام "شيغر" وشلالات "لوريط" وكهوف "عين فزة". ولا تزال تلمسان بما لها من تاريخ حافل ينطوي على نفائس فنية وثقافية لا تحصى عددا حيث هي منشأ العديد من دهاة الفكر وأجلة علماء الدين وكبار الفلاسفة وفحول الشعراء ونجوم الموسيقى تلعب دورا هاما في نشر العلم والثقافة بفضل أقطاب ونخب من ابنائها. وكان المفتش العام لوزارة الثقافة الجزائرية رابح حمدي قد افتتح الأحد الماضي وبحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية المكلف المهندس صالح المغيليث المهرجان الثقافي للمملكة العربية السعودية الذي تشارك فيه وزارة الثقافة والإعلام ضمن احتفالات الجزائر بمناسبة اختيار مدينة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011م وذلك في قصر الثقافة بتلمسان. وقد تجول المفتش العام لوزارة الثقافة الجزائرية في معرض الحرمين الشريفين بالمهرجان واستمع الى شرح عن محتوياته الذي ضم مجسّمات للحرمين الشريفين تبرز مدى التطور الحاصل في الحرمين الشريفين كما شاهد خلال جولته فيلما وثائقيا عن مكةالمكرمة والحج ثم تجول في معرض الفنون التشكيلية واطلع على محتوياته وكذلك في معرض الأزياء السعودية التراثية.