بالأمس البعيد أو زمن من العمر قد مضى.. مبدعون كانوا يملأون الدنيا تألقًا وإنجازات كل في مجاله، ونشاطًا ملحوظًا يستمتع به المتلقي سواء كان إعلاميًا أو فنانًا أو رياضيًا أو شاعرًا أو صحافيًا أو وجهًا تلفزيونيًا مألوفًا. وكان المشاهد أو المستمع أو المتلقي أو القارئ يتابع هؤلاء النجوم المضيئة إلا أن الكثير منها اختفى بدون مقدمات.. طبعا من الأكيد لظروف قاهرة جدا تمنعه من التواصل أو المرض أو منهم من انتقل الى جوار ربه.. لكن اذا عادت بنا الذكريات وكيف كانوا متواجدين في دنيانا وكيف كان البريق يسير معهم وكيف كانوا ايضا يقابلوك بتواضع وأدب وأخلاق ونتعلم منهم الشيء الكثير في مهنتك وشتى مجالات الحياة العامة.. ومنهم من تجده صدفة والآن وتتجاذب معه الحديث ومنهم قد لحقنا بهم في اخر ايام الاضواء والابداع التي كانوا فيها وفجأة تجد الدمع قد وقف في عينيه ولا يقوى على الكلام مكتفيًا بكلمة واحدة عندما تسأله ان الذين يعرفون قدرنا أين هم ليكرمونا بالتقدير وربما هم اخذتهم الدنيا مثلنا بهمها ومن يعرفونا تجاهلونا وهم قليل لكن الأوفياء الذين يعرفونا لو علموا بنا ونحن فيه لكرمونا وقدرونا... والبعض الآخر تجلس معه وتتكلم ولكن يفاجئك بالبكاء بحرارة وقد قابلت الكثير قبل فترة قريبة لأني كنت اعرفهم في بدايات مجال الحرف. والحقيقة عندما قابلتهم بكيت معهم على حالهم ومنهم في حالة صحية سيئة.. لأنهم لا يزالوا يمثلون النقاء والتواضع بعيدا عن الغطرسة كما عهدناهم وعندما تلتقي به تتذكر جمال ابداعاته ويفرح بك ولا يدعك تغادر.. وفي أحد المرات اخجلني احد هؤلاء العمالقة بكلماته وتذكرت محبته عندما كان نجما ولاتزال نجوميته باقية وقررت البحث عنه كثيرا لاشتياقي اليه.. فتوقعت أنه نسيني بفعل الزمن ومرور فترة ليست قصيرة فاستقبلني بحضنه فسألته سؤالًا مستحيا هل تتذكرني يا أستاذي فأجاب الله يا ابني كيف انت منا وفينا.. سألت نفسي هذه القامات الى متى تنتظر التكريم من المجتمع وجهات أخرى؟