لا أعتقد أن أكبر رجال الإحصاء في العالم قادر على تحديد عدد الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية الأمريكيةوالغربية التي تحدثت عن معاناة اليهود في معسكرات الاعتقال النازي أثناء اندلاع الحرب العالمية الثانية. صحيح أن اليهود تعرضوا لجرائم إبادة جماعية -رغم اختلاف المؤرخين حول عدد الضحايا- إلا أن اليهود لم يكونوا العنصر الوحيد الذي تعرض لجرائم الإبادة الجماعية على يد النازيين كما نشاهد ذلك في الأفلام. لقد تعرضت كل العناصر التي حامت الشكوك حول انحدارها من جذور سامية أو من أعراق غير أوروبية صرفة، كالغجر مثلاً، لجرائم إبادة جماعية وتم التخلص من مئات الآلاف منهم في أفران الغاز مثلهم مثل اليهود بالضبط. فلماذا يقتصر حديث الدراما الغربية على الضحايا اليهود وحدهم؟ ولماذا يتم تهميش الضحايا الآخرين؟ وهل يجوز من الناحية الأخلاقية، التمييز بين الضحايا الذين تعرضوا لنفس الجرم بناءً على دين أو عرق أو لون ما..؟! من ناحية أخرى فإن هذا الاهتمام المبالغ فيه بضحايا جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية من اليهود، لم يواكبه اهتمام من أي نوع بضحايا جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والتهجير التي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى الآن. أنا شخصياً أومن بأن ما وقع على اليهود الأوروبيين إبان الحرب العالمة الثانية كان ظلماً كبيراً، لكني لا أفهم السبب في اعتقاد الغرب بأن ما تعرض له اليهود من ظلم، هو مبرر كاف لما فعله ويفعله اليهود الصهاينة بالشعب الفلسطيني. على حد علمي فإن الفلسطينيين والعرب عموماً لم يكونوا مسؤولين بتاتاً عن المعاناة التي لاقاها اليهود على يد النازي القادم من ألمانيا. إذن لماذا يتم السكوت عن الجرائم التي تعرض لها وما زال يتعرض لها الفلسطينيون، مقابل كل هذه الضجة التي ما زال الغرب يثيرها حول جرائم النازي ضد اليهود؟! ولماذا يتم محاكمة أي مؤرخ أو مفكر غربي يقوم فقط بالتشكيك في أرقام ضحايا الهولوكوست، وكأن الحديث في هذا الأمر يدخل ضمن دائرة المقدس، علماً بأن الغرب تخلص من الثوابت والمسلمات من فترة طويلة..؟! النفاق الغربي أمر صعب فهمه. [email protected]