أسبوع مضى ونادي الطائف الأدبي يشهد اقبالاً ضعيفاً في التسجيل في الجمعية العمومية، بينما بعض أعضاء مجلس الإدارة فضّلوا الصمت وعدم البوح بنية الترشيح مرةً أخرى أو المغادرة، فيما يرى عدد من المثقفين بأن التسجيل فرصة لتفعيل الحراك الثقافي، وإن كان البعض أبدوا خشيتهم من التكتلات القبلية أو الشللية لأن -بحسب رأيهم- آلية التسجيل تعد بوابة سهلة لذلك وجاءت الشروط تفتح النافذة لمن لا يملك ثقافة أو فعلا ثقافيا يشهد له. «المدينة» حاولت أن تسبرأغوار النادي وأيضا بعض المثقفين والمثقفات، وبدايةً مع رئيس النادي حمّاد السالمي الذي أعلن بأنه لم يقرر بعد التسجيل أو الترشيح مرةً أخرى، وعن الإقبال قال: ما زال الوقت مبكراً على الحكم ولكن شهران مقبلان قد يكشفان لنا ما غمّ علينا اليوم. وعن الاستمارة والتي لا تُعبأ إلا في الموقع او عند زيارة النادي، بينما يطالب المثقفون بالحصول عليها ومن ثمّ تعبئتها وإعادتها للنادي مثلما كان يفعل في ناديي مكةوجدة، قال السالمي: نحن فتحنا نافذة الموقع للتسجيل وكذلك أعددنا لجان استقبال في النادي ونحن نحرص على رؤية المثقف وأيضاً إنتاجه. ولم يخف السالمي بأنه سيحثّ مجلس الإدارة الأسبوع المقبل على زيارة لجنة التسجيل في الجمعية وربما ستشهد الزيارة تسجيلا للمجلس الحالي. المؤرخ عيسى القصير استبشر خيراً بالتسجيل ولكنه تأسّف على عدم الحصول على الاستمارة إلا عن طريق النادي ولا يمكن نسخها من الموقع، وقال: كنا نتأمل أن تكون الاستمارة ميسّرة وفي متناول المثقفين والمثقفات. وعن نيته في التسجيل قال: أرغب ولكن شروط المؤهل قد تعيق الكثيرعن التسجيل. نادي المتقاعدين الشاعر والناقد قليّل الثبيتي يرى تشكيل اللجنة العمومية خطوة جميلة لإجراء انتخابات ذات طابع حضاري يخرج من بينها مجلس إدارة يعد بمثابة تأسيس نادٍ أدبي جديد بالطائف، حيث يعتبر نادي الطائف من قبل بأنه نادي (المتقاعدين)، قال: أنا لا أنكر الحراك الذي قدمه المجلس الحالي إلا انه يعامل المثقف كضيف لا مثقف له الحق في المشاركة في قرارات النادي وأيضاً في لجانه وفي مطبوعاته التي يصدرها، حيث يغلب على محرريها أو المشاركين فيها من الإخوة الأجانب وخاصةً من جامعة الطائف فأغلب الإصدارات تحمل مشاركاتهم، بينما نحن مثقفي الطائف لم نُدع ولم تُقدم لنا الدعوة للمشاركة، ونجد أيضاً أن جانب العلاقات يغلب كثيراً من حيث الزملاء المسؤولين عن تلك اللجان والذين جاءوا من بوابة العلاقات الخاصة، بينما نحن المثقفين الذين أصدر لهم النادي ويعرفهم جيداً، أكتفى بأن أصدر لهم ، ثمّ أزورّ عنهم ليحتل مكانهم ثلة لا تخدم الثقافة كثيراً. وعن اللجنة العمومية قال الثبيتي: ستكون نافذة مشرقة ومورقة سنجنّى من ورائها مجلس إدارة يعي جيداً دلالة الثقافة والمثقف ويشرع نافذة الفكر المنوع لا الفكر الأحادي. ولم يخش الثبيتي من التكتلات والشللية، ولكنه قال: ثقتنا موجودة في القائمين على لجان اللجنة العمومية. لم أفكر الفنانة التشكيلية تركية الثبيتي (رئيسة الفنون التشكيلية في النادي في دورته السابقة) قالت: لم أفكر بعد في التسجيل وهذا الأمر يحتاج لوقت من التفكير ومن ثم اتخاذ القرار. وعن الجمعية قالت: أتمنى أن يتمخّض عنها مجلس إدارة جديد يعي قيمة الثقافة والمثقف وكذلك المثقفة. تكتلات نسائية الشاعرة خديجة قاري (عضوة اللجنة النسائية بالنادي ومسؤولة التسجيل في القسم النسائي) قالت: مازال التسجيل من قبل المثقفات ضعيفا جدًا وقد يرجع هذا إلى الوقت الذي يعتبر غير مناسب حيث تزامن بدء التسجيل مع الاختبارات ولكن ربما في شهر شعبان تتغيّر الرؤية. وعن نيتها في التسجيل قالت: لن أسجل ولن أرشح نفسي وسأكتفي بما مضى لي من جهد وسأتواصل مع النادي وفعالياته كمثقفة لا مسؤولة. وعن رؤيتها للمثقفات وهل ستشهد الجمعية إقبالا نسائيًا لمثقفات الطائف قالت: هناك تكتلات نسائية مقبلة غير صحية ولن تؤتي ثمارها التي ينتظرها الكثير، بل أرى أن هناك سعيا حثيثا من بعض مثقفات النادي ومن المسؤولات في اللجنة من أجل حصد أكبرعدد من المسجلات بنية كسب أصوات لا تقديم فعاليات وهذا مؤشر غير صحي.ولم تخفِ قاري بأن نادي الطائف الأدبي مازالت صورته غير واضحة المعالم عند أهالي الطائف وتأتي هذه الضبابية نتيجة لتراكمات سابقة أثّرت على أهالي الطائف فلن يسمحوا لبناتهم المشاركة في النادي، وهذا ما لمسته من الكثير من المثقفات بأن أولياء أمورهن ما زالوا ينظرون للنادي من زاوية غمّ عليهم فيها، ولهذا يحتاج النادي إلى اعادة تصحيح وتوضيح لعل هذا يتيح للمثقفة الطائفية المشاركة. ليس منطقاً القاص محمد النجيمي قال: الآلية التي تسير عليها الجمعية العمومية تفتح نافذة التكتلات والقبلية وتتيح للعلاقات الخاصة أن تحط رحالها، فالشروط ستزف غير المعنيين بالثقافة وممن تحركهم دوافع شخصية وقبلية، بينما المثقف الذي له نشاطه وله حضوره سواء من خلال لجان النادي أو في المشهد الثقافي عامةً نجد أن الشروط لا تعنيه بل قد تُبعده لأنها جاءت لا تبحث عن المثقف الحقيقي بل عن من يملك مؤهلًا ومن أصدر، وهذا ليس من المنطق. وأشار النجيمي إلى إنه لن يسجل بل سيكون مشاهدًا حرًا على مسرحية هزلية مقبلة عنوانها «مجلس إدارة جديد لأدبي الطائف». إقبال ضعيف من جانبه أبدى عطا الله الجعيد (عضو مجلس الإدارة والمشرف العام على التسجيل في الجمعية العمومية) أسفه على الإقبال الضعيف الذي تشهده الجمعية رغم أن النادي وفّر كل ما بوسعه، ففتح الموقع، وأعدّ لجان استقبال في الجانبين الرجالي والنسائي. ودعا الجعيد مثقفي ومثقفات الطائف بالمبادرة بالتسجيل لكي يقدموا ما يتقدم بالحراك الثقافي بالطائف وليصنعوا وجها جديدا لأدبي الطائف. وعن نيته في التسجيل قال: سأفكر. واتفق معه الدكتور محمد قاري (عضو مجلس الإدارة) بأنه في مرحلة تفكير والشهران المقبلان قد يفرزان عن قرار المواصلة والتسجيل أو المغادرة. أما الدكتور عائض الزهراني (عضو النادي) فرفض ترشيح نفسه للمرحلة الجديدة، مبرراً ذلك بقوله: أنا أؤمن بالتغيير والتجديد، والروح الشابة الوثابة، والدماء الجديدة التي تتدفق في جسد الثقافة، لتضيء إبداعاً وتألقاً وتوهجاً. وأكد الزهراني أنه لا يرغب في تكرار نفسه، وقال: لقد أديت الدور المناط بي في مجموعة متناسقة متناغمة متآلفة، عزفت معهم أجمل الألحان الثقافية والفكرية، وسأكون بعيداً قريباً، فلن أترشح لمجلس الإدارة الجديد لأني لا أريد أن أكرر ذاتي، وقد قدمت ما لدي، ولكني منغمس في دائرة التكوين الثقافي، وسأكون حاضراً ومشاركاً في المشهد الثقافي، وأنا موقن أن المرحلة المقبلة ستكون أزهى وأبهى وأنقى وأرقى وأكثر إبداعاً. وحول رؤيته لمستوى الانتخابات المقبلة، قال الزهراني: نحن نعيش في عصر ثورة المعلومات المعرفية والتقنية الحديثة، حيث يشهد المجتمع السعودي اهتماما بالمستقبل، والعمل على استشرافه واستكناه محتواه وجوهره، كما أحدثت تغييرات واسعة النطاق في المنظومات الثقافية، وأصبح المجتمع يؤمن بثقافة الانتخابات، ففي الأمس القريب انتهت انتخابات المجالس البلدية، واليوم نشهد ولادة انتخابات الأندية الأدبية، فالمثقفون هم من يمتلكون البوصلة التنويرية للارتقاء بتوعية المجتمع، وهم أصحاب المبادرات الإيجابية والإنسانية، وراسمو ثقافة البناء والتعمير، لا ثقافة الهدم والقتل والتدمير. وأعرب الزهراني عن أمله في أن تسفر انتخابات مجالس إدارة الأندية الأدبية المرتقبة، عن انتخاب رموزتستطيع أن تبلور حاجات وتطلعات المثقفين، لنستطيع تطوير مؤسساتنا الثقافية، لأنها هي الركيزة الأساسية في عملية تطوير الثقافة والإبداع، واتساع الأرضية الخصبة للحوار والتلاقي بين طاقات الوطن الثقافية والفكرية. مشدّداً على ضرورة أن يبتعد المرشحون عن دوائر الانغلاق التي تكرّس الجمود واليأس، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية في إزالة الحجب والغيوم التي تحول دون التجديد، ودخول ثقافة القرن الحادي والعشرين وقبول التحدي لصياغة خارطة المستقبل.