العلم قطعة من القماش الذي يتحلّى ببعض العبارات أو الصور الرمزية لكنه يحتل المرتبة الاولى في درجة الرمزية لكل بلد من بلدان العالم كونه يمثل الرمز الخالد لقيم ومبادئ وأعراف وسياسات تلك الدول ومن اجل ذلك الرمز تهتز الشعوب وتشعل الحروب وعند الانجازات الكبرى والمناسبات العظمى يرفع ذلك العلم الرمز وعند الاحزان والكوارث ينكس. ان العلم رمز،، تتمثل فيه كل الافراح والاتراح لذا نجد ان الكثير من الدول تحرص على وجوده خفاقاً مرفرفاً على أعالي المؤسسات الحكومية والخاصة لكل دولة واحتراماً لرمزيته يحمله الافراد على اسطح المنازل وعلى الابواب وعلى كل ما هو ذا قيمة ومكانة وطنية أو فردية. وباسقاط تلك المعطيات على علمنا الرمز نجد انه يختلف عن كل الاعلام على وجه هذه البسيطة كونه يتحلى بعبارة التوحيد “لا إله إلا الله.. محمد رسول الله” حيث نراه جمع بين رمز التوحيد الذي لا يوازيه رمز ورمز الوطن وكلاهما حفيّ بالتقدير والاحترام ليس من ابناء مملكتنا الحبيبة بل من كل مسلم على وجه الارض الواسعة لذا يستوجب ان نرى هذا العلم الخفاق خفاقاً مرفرفاً على كل المؤسسات وعلى كل الطرقات والمحلات وعبر وكل وسيلة اعلامية مسموعة أو مقروءة أو مشاهدة ويستوجب ان تحترم رمزيته وان يتعلمها النشء عبر منابر التعليم كما هو الحال في الكثير من الدول المتقدمة والنامية على حد سواء ولنا ان نأخذ من بعض الدول نبراساً لذلك التقدير والاحترام لاعلامها حيث نرى مثلاً ان في امريكا ودول اوروبا ترفع اعلامها على كل ركن وزاوية من زوايا الوطن ولاجل ذلك الرمز يحترم الوطن بكامله ولرمزيته تصاغ الاشعار وتنشد الاناشيد وتقرع الطبول. كما نرى ان بعض الدول في آسيا كاليابان مثلاً.. علمها الرمز يمثل صورة لحضارتها وانجازاتها ومحافلها ولا يخلو منتج من منتجاتها الحضارية الا ويكون مختوماً عليه صورة ذلك الرمز وهذا أمر يرون فيه أمرا ذا قدسية وطنية ولو أخذنا مثالا آخر مواطنو تركيا الذين ينتشرون في مختلف بقاع الارض يحرصون اشد الحرص على ان تحلى المحلات او المؤسسات التي يعملون بها بصور تلك الاعلام وهذا أمر أراه شبه مفقود لدينا حيث نرى البعض منا لا يلتفت الى ذلك بل ان البعض من مؤسساتنا الحكومية لا تهتم بذلك العلم المنصوب على هامتها حيث نرى البعض من تلك الاعلام مهترئاً او صغيراً الى درجة عدم رؤيته او موجوداً في زاوية بركن اركان المبني كما نجد ان البعض من مؤسساتنا الخاصة لا تحلى موقعها بذلك العلم الرمز ومكاتبها خالية من وجوده وخاصة اذا كان العاملون بها وهم كثير من العمالة الوافدة الذي لا يحرصون على ذلك الامر في ظل تخاذل اصحابها. وأمر آخر حرياً بالاهتمام وهو تربية النشء على حب ذلك العلم واحترام رمزيته من خلال تنفيذ بعض الانشطة المستدامة ومن خلال ضرورة تواجد صورة ذلك العلم على كافة المقررات الدراسية ووضع الانظمة اللازمة لتنفيذ ذلك وهذا الامر ينسحب ايضا على مؤسسات التعليم العالي والفني والتقني وعلى كافة الفئات ذكوراً واناث وكما اتمنى ان يتواجد ذلك العلم الرمز على كافة الاسواق والحدائق وحتى المساجد التي يستوجب ان تتباهى بعبارة التوحيد المطبوعة عليه وكم اتمنى ايضا ان تسنّ الانظمة والقوانين التي توجب احترام رمزيته والالتزام بتنفيذ ذلك سلوكاً ممارساً فعلمنا الرمز يتمثل فينا ونحن نتمثل فيه. وكم اتمنى ان تتولى اجهزة الاعلام بمختلف اتجاهاتها دور التوعية والتثقيف باهمية وقيمة ومكانة رمزية ذلك العلم الذي نعتز به جميعاً وهو الذي حمل تلك الرمزية منذ عهد نبينا ومشرعنا محمد رسول الله ولنا في قصص الفتوحات الاسلامية اكبر دليل واعظم قدوة والله تعالى من وراء القصد.