يقوم المزارعون بجني ثمارهم خلال تلك الفترة مع بدء موسم «الصرام»، حيث تحوّلت المدرجات الزراعية في الباحة إلى خلية نحل، حيث يبدأ المزارعون من الرجال والنساء بالصرام، ويوضح أحد المزارعين عبدالرحمن الزهراني أن الصرام كلمة متداولة عند أهالي منطقة الباحة، وكذلك المزارعين بشكل خاص، وتكون أكثر شيوعًا في هذه الأيام، حيث الموسم. فالصرام هو عبارة عن عملية موسمية من خلالها تتم عملية قطع سنابل القمح ليتم جمعها، ومن بعد ذلك تبدأ عملية الدياس وهي فرز الحب عن السنابل المتكسر من الدياس للبيع في السوق، في حين هنالك من يجري عملية البيع والشراء في المزرعة نفسها، مشيرا إلى ان الأنواع الجيدة يصل فيها سعر الكيس إلى 300 ريال. وكانت منطقة الباحة سلة غذاء للمنطقة الغربية عمومًا وبعض المناطق الأخرى المجاورة ، لخصوبة أرضها، واعتماد الأهالي على الزراعة والرعي. وبعد عزوف أهالي المنطقة عن زراعة القمح والشعير وأصناف الحبوب. ويقول محمد الحسني «أحد المزارعين»: إن صرام القمح بالنسبة للكثير من المزارعين هو يوم غير عادي، حيث تجدنا نستعد لهذا اليوم بشيء من المبالغة؛ لأنه يوم حصاد ثمرة جهد متواصل لعام كامل.. وكنا في الماضي -ولازلنا- نعتبر أيام الصرام سعيدة على قلوب الكثير منا كمزارعين، وذلك لأن جميع أفراد الأسرة من رجال ونساء يتقدمون المجموعة التي سوف تعمل على الصرام، وتجد الجميع في سباق مع الزمن حول الكيفية التي يجب أن يستعدوا لها، وتجهيز جميع المستلزمات الضرورية التي نحتاجها أثناء الصرام. أما خالد يحيى فيقول : موسم الصرام هو موسم اقتصادي، حيث يصل سعر الكيس من القمح إلى أكثر من 300 ريال، وذلك لجودة النوع والذي يعدُّ نادرًا في المنطقة أمّا أن موسم الصرام موسم يعج بالحركة والنشاط وهو موسم يستغني فيه الفقير والجار والصديق، كان موسمًا من أفضل المواسم التي تمر على المزارع ومن حوله، فالكل يستفيد.. المزارع، والعامل، والجار حتى أن الطير في السماء لها نصيب من ذلك اليوم. صالح الغامدي يقول: إن الحنطة المشتهر بها في الباحة أصبحت معدومة، ولم يعد لها أي وجود في الأسواق إلاّ ما ندر على الرغم أن الكثير في الوقت الحاضر يزرعون من أجل بيع ما يحصدونه في ظل ارتفاع أسعار النوع البلدي، ويشير صالح إلى أن أغلب الأراضي الزراعية صالحة للزرع، فقد كان المزارعون يستغرقون أسبوعًا فأكثر للصرام، وربط العقد وأسبوعًا آخر لنشر العقد على الأرض من أجل أن تيبس أمّا في الوقت الحاضر، فالزراعة محدودة على بعض الأراضي الصغيرة فقط. ويقول فهد الزهراني: أكثر من يقوم بزراعة الأراضي في الباحة هم كبار السن، والنساء، أمّا الشباب فقد تركوا الزراعة منذ أكثر من ثلاثين سنة.