شهدت الساحة الفنية مؤخّرًا دخول عدد كبير من المصورات الفوتوغرافيات، قدمن إبداعًا لافتًا، متجاوزت بذلك العديد من الصعوبات والعقبات التي كادت أن تجعل من فن التصوير الفوتوغرافي فنًّا قاصرًا على الرجال، لتجيء هذه “العدسات الناعمة” لتؤكد قدرة المرأة على الإبداع في كافة مجالات الفنون.. كل فنانة في هذا الاستطلاع، تحدثت ل”الأربعاء” عن دوافعها وأسباب اقتحامها لعالم التصوير الفوتوغرافي، وكيف تقرأ واقع الفوتوغرافيات حاليًا، وما هي أبرز العقبات التي تواجههن.. بين السطور ستبرز “المحبة” بوصفها أبرز دافع لدخولهن عالم التصوير، وستجد تشجيعًا من الأسرة كبيرًا بما يعنى تغيّرًا لبعض المفاهيم التي كانت سائدة من قبل، أما أبرز العقبات فستقرأها بين نظرة المجتمع الخاطئة للفنانة الفوتوغرافية، وغلاء مستلزمات التصوير.. التراث من زاوية أخرى استهلالاً ترجع الفنانة الفوتوغرافية فاتن أحمد يحيى صالح هيلان السبب في اتجاهها نحو التصوير الفوتوغرافي إلى الهواية ومحبة التصوير، ماضية إلى القول: الفضل في تشجيعي لتنمية موهبتي يعود لزوجي الذي ساندني كثيرًا، وقد أضاف لي التصوير التعرف على جمال الطبيعة بأنواعها، ورؤية الأماكن بزوايا مختلفة، والتعرف على التراث بصورة أوسع وأشمل، كما نمّى فيَّ فن الابتكار بتصوير الأشياء العديدة.. غرام مع العدسة ولئن كان تعلّق “فاتن” بالتصوير قد جاء من باب الموهبة فإنه عند الفنانة مها البريكان يأتي من باب الدراسة، في سياق قولها: اتجهت للتصوير بداية لأنني خريجة فنون (رسم وتصوير)، وأردت الاستفادة من التصوير الفوتوغرافي ليخدم فني، ولكنني بالحقيقة وقعت في غرام العدسة، وأصبحت الأهم في حياتي مثلها مثل الرسم، وليس هناك فضل لشخص ما في تشجيعي ولكنني أحب البحث عن كل ما هو جديد وتعلمه في جميع المجالات كالفنون والتصوير وعلم النفس وغيره. وتضيف مها: لقد أضاف لي فن التصوير الفوتوغرافي الكثير، وفتح لي مجالات تعلم أخرى كالتكنولوجيا وبرامج التصوير الاحترافية وغيرها، كما جعلني أزور أماكن لم أذهب لها من قبل كاسطبلات الخيول، وكانت تجربة رائعة بالنسبه لي. ومن خلال تجربتي أرى أن الفنانة الفوتوغرافية السعودية ما زالت في أولى خطواتها على الرغم من أن هناك طفرة بالتصوير الفوتوغرافي بالمملكة بشكل عام، ولهذا فإننا نحتاج إلى دعم الفوتوغرافيات بالمملكة وتشجيعهن بإقامة المنافسات والمسابقات بينهن، لأن ذلك من شأنه أن يخرج أفضل ما لديهن. تصوير من نافذة المحبة الفوتوغرافية خلود عبدالحميد المورعي دخلت عالم التصوير من باب المحبة؛ حيث تقول: اتجاهي للتصوير هو حبي له، فأنا متابعة لكل ما هو جديد في عالمه، بتشجيع نابع من داخلي ومن رغباتي في إثبات نفسي في هذا المجال، كما يعود كل الفضل لوالدي الذي ساعدني بتوفير كافة مستلزمات التصوير من كاميرات وجميع أنواع العدسات وكل ما يحتاجه أي مصور محترف، كما كان لأختي أريج دعمها المعنوي الكبير بكلماتها المشجعة بين الفينة والأخرى، ووسط هذا الجو مضت مسيرتي، حيث أضاف لي التصوير الشيء الكثير، وهذا واضح من خلال لوحاتي، التي تتسق مع جهود زميلاتي الأخريات الباحثات عن الجمال في كل لقطة، فلقد استطاعت الفنانة الفوتوغرافية إثبات حضورها، ولكن ليس بالقدر المطلوب، وأهم العقبات التي تواجهها عدم تقبل المجتمع لها خلال التصوير في الأماكن العامة. تأمل في ملكوت الله ومن ذات نافذة المحبة التي أطلت منها الفنانة خلود، تنفذ الفنانة فاطمة الشريف، وقد قالت ساردة ذلك: سبب اتجاهي لتصوير محبتي لما حولي من الجمال وتأملي في خلق الله وإدراكي بأن هناك زوايا رؤية تتجلى بها قدرة الله وإبداعه في خلقه لا يراها إلا من وهبه الله موهبة التصوير ولديه نظرة للأشياء تختلف عن بقية الناس.. أول من شجعني أخواتي ومعلمتي الفاضلة سميرة الأهدل التي وضعت أول خطواتي الصحيحة على طريق هذا الفن والاحتراف.. ولقد أضاف لي التصوير حرية الرأي والتعبير من خلال الصورة وأوجد ذاتي المحبة لتأمل في ملكوت الله. وبحسب خبرتي في هذا المجال أرى أن الفنانة الفوتوغرافية قد استطاعت بكل تأكيد أن تثبت وجودها من خلال إبداعها في التصوير وتعبيرها بالصور عن رأيها عمّا يدور حولها من أحداث، وإن كنت ألمس أيضًا بعض العقبات التي تقف أمامها، ومن أبرزها غلاء أسعار الكاميرات وبقية محتوياتها من العدسات وغيرها؛ فبرغم حب الكثيرين لهذا الفن قد يكون العائق أمامهم الظروف المادية للشراء، فليس الجميع متساوون في المال والمادة.. وإن كان أملنا كبيرًا في تذليل هذه العقبات بخاصة وأن هناك دعمًا وتشجيعًا من قبل الجهات المختصة في وزارة الثقافة والإعلام، وتقدمًا كبيرًا في هذا المجال للرجال والنساء على السواء.