تجتمع للجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة عدّة فرحات، وتعيش عدة مناسبات، يجمع بينها الفرح بفضل الله، والاغتباط بنعمته، فقريباً منّ الله على قائدنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالشفاء، وأكرمنا بعودته الميمونة إلى الوطن، وزادنا الله به وحدةً وإخاءً وتلاحماً، وهو الأب الحنون، والوالد الحكيم، الذي طالما حظيت الجامعة بعنايته ونالت اهتمام حكومته وهي الجامعة التي غرسها ملوك البلاد من قبله، وتعاهدوها بالرعاية والدعم، حتى غدت نخلة باسقة يقطف ثمارها أبناء العالم الإسلامي كافة. كما تعيش الجامعة اليوم، وبعد مرور أكثر من خمسين عاماً على تأسيسها، فرحة غامرة وهي تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والأربعين من أبنائها، وتزفّ هذه الكوكبة المتألقة من طلابها للعالم الإسلامي، إذ سيعود هؤلاء الطلاب إلى بلدانهم وقد أمضى بعضهم قرابة العقدين من عمره، متفيِّئًا ظلّ هذه الجامعة، ومتقلّباً بين مراحلها الدراسية، ومناهلها المختلفة، ليبدأوا نقل الرسالة، وأداء الأمانة إلى من وراءهم من المسلمين، وفق ما تربّوا عليه في الجامعة من منهج وسطي سمح. ويزيد هذه الفرحة رعاية كريمة من أمير محبوب، لا يتردّد في رعاية مناشط الجامعة وحضورها، ومتابعة شؤونها باهتمام، ذلكم هو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة، فله منّا الشكر وعاطر الثناء، ونسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء وأعلاه. ولا يقلّ فرح الجامعة بهاتين المناسبتين، عن فرحها بما تلقته من دعم وعطاء، وما شهدته من تطور هو حلقة في سلسلة طويلة من التطوير، بدأها رجال مخلصون، وعلماء أجلاء قادوا هذه الجامعة منذ البداية حتى أوصلوها إلى ما وصلت إليه الآن، وها هي تنتظم في عقدها كليات جديدة، في مجالات شتى، في الهندسة والحاسب والعلوم والطب والصيدلة، ولا أنسى أن أقدم مزيد الشكر لعلماء أفاضل، ومربّين مخلصين، أمضوا أعمارهم في هذه الجامعة، تعليماً وتدريساً وتوجيها ومشورة، فكانوا خير قدوة لأبنائهم الطلاب د. محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية