الانشغال بالتفكير في المستقبل القريب يحرمنا من الاستفادة القصوى من اللحظة الراهنة. قد نؤدي الصلاة ونحن نفكر فيما سوف نقوم به بعدها ونضيع بذلك أحد أركانها. يأتي يوم الجمعة فلا نستمتع به كيوم إجازة لأننا نقلنا تفكيرنا مباشرة إلى اليوم التالي. نستقل الطائرة أو نركب الباخرة ونقضي الساعات الطويلة متنقلين بين مشاعر الملل والخوف والترقب وننسى أن نعيش الرحلة بين مصادر المتعة ومنابع الفائدة. نهتم كثيرًا بالمستقبل ولا نكترث بالحاضر الذي في قبضة أيدينا. لا المستقبل مضمون مجيئه ولا الماضي يمكن إرجاعه. كم من أيام أضعناها حزنًا على ما فات أو خوفًا من المستقبل الذي لا نعلم عنه شيئا. ندخر المال من أجل الانتفاع به في القادم من الأعوام.. تجري السنين.. وعندما نملك القدر الكافي من المال نكون قد فقدنا القدرة على الاستمتاع به! نبحث عن السعادة ونوهم أنفسنا أنها لا يمكن أن تتحقق “الآن”. السعادة في قاموس الباحثين عنها لا يمكن أن تكون الآن على الإطلاق. يظنون أنها من هبات المستقبل.. بعد شراء منزل أو سيارة جديدة أو النجاح في مجال العمل أو العلاقات الاجتماعية. اللحظة الحاضرة ليس لها نصيب من السعادة ! طاقات الإنسان الكامنة ينبغي أن تسيل بتدفق للتعامل مع اليوم الحاضر ولا مانع من التخطيط الهادئ للمستقبل. اللحظة الحاضرة فعالة وواضحة وبسيطة إذا حررناها من تبعات الماضي وهموم المستقبل. هكذا نستطيع أن نعيش بحرية حياتنا اليومية ونتذوق طعم السعادة الطازجة بالعمل والإنجاز. محمد منصور آل فاضل - نجران