لم تقتنع عندليب مراد خريجة الاقتصاد المنزلي، والحاصلة على عدة دورات في الفنون والتصميم بالوظيفة بعد تخرجها، إذ فكرت في عمل حر ومشروع صغير يرضي طموحها ويلبي كل احتياجاتها، وجاء اقتحامها لمجال العمل من المنزل عن طريق الصدفة، حيث دأبت كثيرا على تصميم كل كماليات المطبخ الخاص بها من أغطية الشاي والقهوة وبرادات المياه، إضافة للأطقم الفاخرة التي تزين المطبخ من مقابض للثلاجة والبوتجاز، وراقت تلك الفكرة لجميع صديقاتها بأن تقوم بتصميم ما تصممه لمطبخها لهم وبمقابل مادي، في البداية ترددت ولكن ما ان أعجبن بما تصممه وبدأن يشجعنها على خوض المجال، حتى اقتحمت فعليًا هذا المجال وبقوة. بدأت بمطبخي تقول عندليب مراد: كنت في البداية أصمم وأنفذ بعض القطع لمطبخي ليزداد جمالا، فالمطبخ مملكة كل سيدة لديها أسرة وكانت نظرات الإعجاب بمن حولي لي كبيرة حتى انني بدأت أتحمس لأجعل مما أصممه وانفذه مهنة بالنسبة لي بعدما وجدت الطلبات الكثيرة من حولي على تنفيذ وعمل قطع لمطابخهن مثل التي لدي، وبدأت مشروعي الخاص فبدأت بشراء الخامات الجيدة من السوق والتي كلفتي مبالغ كبيرة جدا، ولكن كنت أؤمن أن الزراعة على أرض خصبة لن تموت، فقمت بتصميمات بخامات جيدة لا تبلى أو تفقد لونها لأنها ليست من الخامات الرديئة ولكن من أجود أنواع الأقمشة والخيوط. وأضافت: كان يطلب مني تصميمًا متكاملًا للمطبخ مثل غطاء البرادة وغلاية الماء والستائر ومفرش طاولة الطعام وغطاء الميكروييف والعجانة والخلاط ومسكات الثلاجة والبوتجاز ومسكة الأنبوبة وأيضا قفازات الأكل والعديد من الجيوب التي تتعلق في الجدران لوضع كتب الطبخ بها. التسويق بالبازرات وأشارت: كنت أحب أن أفتتح محلًا لأعرض فيه كل تصميماتي ولكن مع الشهرة التي اكتسبتها من خلال مشاركتي بعرض منتجاتي في أكثر البازارات والمعارض النسائية وكان ذلك هو المكان لعرض وتسويق المنتجات جعلني أتردد وأحجم عن تنفيذ مخططي فقد كنت أحضر ما يقارب أكثر من 150 قطعة لعرضها في البازارات وكانت تباع جميعها وكانت تأتيني الطلبات لتنفيذ الكثير من القطع لا سيما لربات البيوت والفتيات المقبلات على الزواج. واختتمت مراد حديثها قائلة: على كل فتاة وسيدة استثمار الطاقة الموجودة لديها للتفكير في مشروع تجد نفسها فيه، حيث ستبدع من خلاله، وعليها البدء الفوري بالعمل، وإن لم تكن تملك رأس المال، فهناك جهات كثيرة تمول العاملات من المنزل وبضمانات بسيطة فقط عليها أن تخطو خطوة للأمام والباقي ستجده يسهل أمامها.