شكك الباحث في آثار المنطقة الشمالية مطر عايد في نسبة «درب زبيدة» إلى نشأته العباسية، مؤكدًا أنه سابق لهذا العهد، مبينًا أن بعض الأقوال تعيد منشأه إلى العهد الأموي، وأخرى تشير إلى أنه كان يستخدم منذ فجر التاريخ، مرجعًا سبب ازدهار هذا الدرب في العهد العباسي أن الدولة العباسية قامت على آثار الأمويين، مؤكدًا أن الدرب كان مسلوكًا منذ زمن بعيد حتى أن القوافل كانت تسلك هذا الدرب قبل الدولة العباسية. جاء ذلك في إحدى جلسات ملتقى درب زبيدة الأول الذي نظمه أدبي الحدود الشمالية تحت عنوان “درب زبيدة.. تاريخ وأدب” واختتمت فعالياته يوم الخميس الماضي، وقد شهدت الجلسة مطالبة مدير مركز إعمار عين زبيدة والمياه الجوفية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عمر أبو رزيزة من المحاضرين ضرورة القيام بدراسات تبين الحقيقة عن أعمال السيدة زبيدة مبينًا أن أكثر الدراسات التي اطلع عليها هي دراسات تاريخية بحتة في مقابل دراسات علمية لها أبعاد اقتصادية واجتماعية وأمنية وجميعها لم يرد ذكرها في سياق البحوث المقدمة. وفي الجلسة الثانية التي أدارها مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الأفندي وشارك فيها الدكتور عمر أبورزيزة وعضو أدبي الطائف حماد السالمي، أوضح أبورزيزة أنه ينظر إلى درب زبيدة من زاوية علمية وهندسية بحتة بحكم التخصص وقال: لاحظت الإبداع الهندسي أثناء عملي وزملائي في هذا المشروع الكبير الذي يتولاه ويرعاه خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة من أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لإعادة إعمار عين زبيدة ليستمر عطاؤه، مبينًا أن الهدف الأسمى من هذه الدراسة التي قمت بها هي توفير ما يمكن توفيره من المياه الجوفية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة كمورد مساند لمياه التحلية التي تكرمت بها الدولة، مقدمًا عرضًا مرئيًّا عن منشآت درب زبيدة الرئيسية وعن القنوات المائية التي بنيت تحت الأرض التي يصل عمقها إلى 40 مترًا تسير في انحدار طبيعي مشيرًا أن الخرزات التي بنيت جاءت بأشكال جميلة منها المربع والمستطيل والمسدس، مبينًا أن الكثير منها تمت سرقته أو تعرض للإهمال. الدكتور عبدالله غريب عضو أدبي الباحة علق على ما أورده السالمي من أن الثلج كان يجلب من العراق لمكة، متسائلاً: هل هي معلومة أو من صيغ المبالغة، ليرد عليه السالمي بقوله: إذا ذكرت فأسند، ومصدري لهذه المعلومة هو «الملامح الجغرافية لدروب الحجيج» للسيد عبدالمجيد بكر من سلسلة الكتاب الجامعي، وذكر أنه كان يجلب الثلج لمكة من العراق إبان حج عام 160ه.