دعا ائتلاف أحزاب "اللقاء المشترك" ، أكبر تكتلات المعارضة في اليمن، أمس لمزيد من الضغوط الدولية على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ، في الوقت الذي قتل فيه شخصان على الأقل بالرصاص أمس خلال احتجاجات مناوئة للحكومة، وذلك بينما تعيش البلاد توترا شديدا بعد سقوط 19 قتيلا خلال 24 ساعة. ودعا "اللقاء المشترك" ، الذي يضم أحزابا معارضة ونشطاء وزعماء قبليين ، الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية المجاورة لليمن إلى اتخاذ إجراءات ضد الهجمات التي تشنها القوات الحكومية على المتظاهرين، وقال الائتلاف إن الصمت الدولي إزاء الهجمات يعطى صالح الضوء الأخضر لشن المزيد من الحملات القمعية ضد المحتجين الذين يطالبون برحيله بعد حكم دام 32 عاما. ويأتي بيان "اللقاء المشترك" في الوقت الذي قتلت فيه القوات الحكومية اثنين من المتظاهرين وأصابت آخرين امس في محافظة البيضاءجنوب العاصمة اليمنية، وقال موقع "التغيير نت" الإلكتروني الإخباري إن القتيلين كانا يشاركان في مظاهرات نظمت احتجاجا على الهجمات التي تعرض لها متظاهرون في محافظات أخرى، كما أصيب نحو 40 متظاهرا آخرين أمس في محافظة تعز ، جنوبي البلاد ، عندما أطلقت الشرطة الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لتفريقهم ، وفقا لما ذكره مصدر طبي. وساد توتر شديد اليمن أمس عقب مقتل 19 متظاهرا مناهضين للرئيس علي عبد الله صالح بالرصاص خلال 24 ساعة في حين ناشد اللواء المنشق علي محسن الاحمر القوات المسلحة عدم اطاعة اوامر "النظام البغيض". وقالت مصادر طبية ان "العدد الاجمالي للقتلى منذ امس الأول (في صنعاء) بلغ 12"، في حين اصيب حوالى 230 متظاهرا بالرصاص. وافاد شهود ان عسكريين وانصارا للرئيس يرتدون الزي المدني اطلقوا النار على آلاف المتظاهرين الذين كانوا يغادرون ساحة التغيير حيث يخيمون منذ 21 براير باتجاه المقر الحكومي، وتعرض المتظاهرون لاطلاق النار بينما كانوا على بعد 200 متر عن المبنى الحكومي المحاذي لمبنى الاذاعة العامة، بحسب الشهود، واكد شاهد عيان ان "قناصة مقنعين يشاركون في الهجوم على المتظاهرين". وصباح أمس كان التوتر على اشده في محيط ساحة التغيير، معقل الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس صالح، كما افاد شهود عيان. وافادت المصادر ان اللواء علي محسن الاحمر، قائد المنطقة الشمالية التي تضم صنعاء واعلن انشقاقه عن النظام والتحاقه بالمعارضة، نشر تعزيزات عسكرية حول الساحة بما في ذلك جنود ومدرعات، وتسيطر قوات اللواء الاحمر على شمال صنعاء وغربها في حين تسيطر القوات الموالية للرئيس على باقي انحاء العاصمة. وفي وقت لاحق، اصدر الاحمر بيانا يؤكد ان "القوات المسلحة والامن المؤيد لثورة شبابنا الشعبية السلمية يستنكرون بشدة ويدينون همجية ودموية النظام البغيض فتماديه بارتكاب هذه الحماقات دليل على طيشه وظلمه واستكباره". وفي المواقف السياسية الخارجية، عبر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عن "اسفه والمه لسقوط القتلى والجرحى من ابناء اليمن" موضحا ان "اللجوء الى العنف لن يؤدي سوى الى المزيد من سفك الدماء وتهديد الامن والاستقرار في اليمن"، وناشد "كافة الاطراف المعنية العودة الى المبادرة الخليجية لتسوية الازمة باعتبارها الحل الأمثل والأفضل للخروج من الوضع المأسوي، ووقف نزيف الدم وتجنيب البلاد المزيد من التدهور الامني والانقسام السياسي".