في جريدة المدينة العدد (17534) وتاريخ 22/5/1432ه كتب الأستاذ عدنان محمد كاتب مقالًا ضافيًا، يقطر وفاء ونبلًا وصدقًا، عن الراحل الأديب الأستاذ محمد صادق دياب رحمه الله. وعندما يكتب الأستاذ عدنان فلا بد أن هناك شيئًا مهمًا يستحق الكتابة والقراءة، لما عرف عنه في كتاباته النادرة، من عمق وتألق وتوهج وطرح متميز يعالج فيه قضايا وهموم وأحداث مجتمعنا السعودي والعربي والإسلامي. بالفكر الرصين، والأسلوب السلس، والكتابة الراقية. فهو التربوي القدير، والإداري الخبير، صاحب الرؤى الحية والمتجددة، والفكر النير، والأداء البارع المتقن. وقد يكون غريبًا وغير مقبول أن يتحدث الإنسان عن نفسه بالمدح والثناء وحاشا أستاذنا عدنان أن يفعل ذلك، ولكنه فعل دون أن يقصد أو يشعر بذلك، فهذا ما أحسست به حقًا وأنا أقرأ تلك الصفات النبيلة والخصال الحميدة والمواهب العديدة التي أصبغها على أبو غنوة رحمه الله. ولن أعيد هنا ذكر تلك المناقب التي نستطيع أن نطلق الكثير منها في حق الأستاذ عدنان أيضًا، ونقول له بعدها: هذه بضاعتك ردت إليك فلتهنأ بها أيضًا. ولكن هنا أود أن أؤكد على صفة يستحقها بجدارة لا مجاملة ولا نفاق فيها، فإن كان الأستاذ دياب هو «عاشق جدة والمنوه بقدرها، والمتغني بفضائلها وآثارها، والحريص على أهلها وقاطنيها، والساعي دائمًا لنهضتها ورقيها حتى حظي بلقب عمدتها بين أصدقائه ومحبيه» فإن الأستاذ عدنان يستحق أن يقال عنه أنه عاشق مهنة الطوافة العارف بقدرها المتغني بفضائلها الحريص على سمعتها وخدمتها وخدمة المنتسبين لها حجاجًا وأرباب مهنة، والساعي دائمًا لتطويرها ورقيها، وحقيق أن يحظى بلقب عميد الطوافة والمطوفين، ولا أظن أن هناك من يجادل في استحقاقه لهذا اللقب، فالأستاذ عدنان قدم الكثير لهذه المهنة الشريفة والعريقة، يشهد له بذلك العديد من المسؤولين والمختصين والإعلاميين والمنتسبين لهذه المهنة، وبخاصة منسوبو مؤسسة جنوب آسيا، التي يرأس مجلس إدارتها منذ سنوات عديدة. وأنا حقيقة لست من القريبين من المؤسسة، ولا ممن يعملون تحت إدارتها، ولكن أسمع الكثير عن مناقب وصفات الأستاذ عدنان من أخويني الأكبر مني سيدي الأستاذ عبدالحي وسيدي الأستاذ اسماعيل حفظهما الله، ولطالما سمعت عن شخصيته الفذة، وإدارته الناجحة، وفكره الثاقب، الذي جعل من مؤسسة جنوب آسيا أحد أكثر مؤسسات الطوافة نجاحا وتألقا، فهو حقًا يمثل مدرسة لهذه المهنة، تتلمذ على يديه فيها الكثير من العاملين في هذا المجال، حيث استطاع أن يؤثر فيهم بشخصيته القوية، وخبرته الطويلة، وكفاءته العالية، وآرائه السديدة، ورحابة صدره، وحسن معاملته، وتواضعه الجم، وتقديره للعاملين، وإخلاصه الكبير لهذه المهنة التي شرفه الله بالعمل فيها. فرحم الله الأستاذ محمد صادق دياب وأسكنه فسيح جناته، وأطال الله في عمر أستاذنا عدنان كاتب عميدًا لمهنة الطوافة والمطوفين. م. فريد عبدالحفيظ مياجان - جدة