أجرت النيابة العسكرية المصرية بالتعاون مع النيابة العامة أمس، تحقيقات موسعة مع 190 شخصا اتهموا بأحداث فتنة طائفية بمنطقة إمبابة بمحافظة الجيزة على خليفة «شائعة» احتجاز فتاة مسيحية قيل أنها أشهرت إسلامها داخل إحدى الكنائس، ونجم عن المصادمات التى اندلعت مساء امس الأول وظلت مستمرة حتى أمس مقتل 12 شخصاً بينهم خمسة مسلمين وجرح 240 آخرين. وإزاء ذلك، عقد رئيس الوزراء المصري عصام شرف أمس اجتماعا طارئًا للحكومة، فيما اوضح التلفزيون المصري الرسمي أن شرف قرر تأجيل زيارته إلى البحرين والإمارات والتي كانت مقررة أمس. وتقوم الجهات الأمنية بملاحقة وضبط وإحضار عدد آخر ثبت تورطهم في الأحداث وترويع المواطنين والتعدي على أفراد الشرطة. وأمر النائب العام المصري المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العامة للانتقال ومعاينة الأماكن المتضررة، كما اصطحبت النيابة أمس لجنة تم تشكيلها من الحافظة لفحص التلفيات وحصر ممتلكات العامة والخاصة التي تم إحراقها. وتخوف شهود عيان بمنطقة إمبابة في حديث ل «المدينة» أن يتدهور الوضع بشكل كبير بين المسلمين والأقباط خاصة في ظل ضعف التواجد الأمني في المحافظات المصرية. وتظاهر عدد الأقباط أمام مبنى السفارة الأمريكية، مطالبين بتدخل المجتمع الدولي وبخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ لحماية الأقباط في مصر مما وصفوه ب «اضطهاد واعتداءات مستمرة ضدهم». إلى ذلك، اتهمت لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين المصرية إسرائيل بالتورط في الأحداث الطائفية الجارية حاليا، رداً على نجاح مصر في إتمام المصالحة بين فتح وحماس. من جهته، تعهد الجيش المصري بتطبيق صارم للقانون على مثيري الشغب وبإصدار عقوبات شديدة ضدهم. وتشهد مصر منذ اشهر تصعيدا في التوتر بين المسيحيين والمسلمين يغذيه الجدل حول نساء قبطيات يرغبن في اعتناق الاسلام، لكن الكنيسة القبطية تحتجزهن. ونظمت تظاهرات عدة في الاسابيع الاخيرة للمطالبة ب “الافراج” عن كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وهما زوجتا كاهنين تحتجزهما الكنيسة على حد رأيهم. وقد هجرت كل من السيدتين زوجها اثر خلافات قبل سبعة اعوام بالنسبة الى قسطنطين والعام الماضي بالنسبة الى شحاتة. ورافقت الشرطة كلا من المرأتين الى منزلهما بعدما أكد الاقباط ان مسلمين قاموا بخطفهما. ونفت الكنيسة القبطية احتمال اعتناق المرأتين الاسلام، لكن ايا منهما لم تظهر علنا لاعطاء رواية مغايرة للوقائع. والجيش الذي يتولى ادارة شؤون البلاد منذ الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في 11 فبراير، وعد بالتحرك بقوة ضد المسؤولين عن اعمال العنف مساء السبت. وقال عضو في المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية ليل السبت الاحد ان القانون سيطبق بصرامة على مثيري الاضطرابات التي وقعت في منطقة امبابة الشعبية في القاهرة. واكد لواء في المجلس العسكري طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لقناة “اون تي في” المصرية الخاصة ان كل من هو موجود في الشارع سيعامل على انه بلطجي، مضيفا سيتم تفعيل القانون اعتبارا من هذه اللحظة.