ورقة المصالحة الفلسطينية تحمل رسالة واضحة لشعوب العالم وتكشف عن اقنعة عصبة الشر الذين يتلكؤون في ابرام جهود السلام ويجنحون لمختلف الحجج والاسباب وبدأ وجه نتينياهو غاضباً “متوعداً” فنقول له بصوت واحد كقول قصيدة نزار قباني:(اغضب وهدد كما تشاء) فإن صفحة الانقسام الفلسطيني لا بد ان تنطوي بلا رجعة، وهي من أهم الخطوات لإحراز تطور يقترب من اقامة دولة فلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة وهذا الهدف يستدعي التوحد وليس الانقسام والالتفاف حول مرجعية وقيادة ومنظمة وقرار واحد يتفاوضون تحت رايته في الأممالمتحدة وتمثيلهم في كافة الجهات والهيئات والمناشط الدولية بصفة رسمية. ومن ثمار هذا الاتحاد الذي طال انتظاره كما ألمحت الصحف: 1- كسب اعتراف العالم بدولة فلسطينية. 2- مواجهة مؤامرات التعدي على المقدسات الاسلامية والمسيحية وتهويدها. 3- مواجهة حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف. 4- فك الحصار عن قطاع غزة. 5- التصدي لسياسة الاستيطان. وعن ردود الافعال الغاضبة الاسرائيلية والامريكية تجاه التحالف بين الفصائل الفلسطينية وعودتهم اخواناً مترابطين في معركة استرداد الارض السليبة. فهي تحصيل حاصل لسياسة العنجهية والتعنت المعروفة طيلة مباحثات السلام السابقة التي مضت في تحد سافر لإقامة المزيد من المستوطنات، ازهاق الارواح ومنع كل اسباب الاغاثة عن الشعب الفلسطيني ومحاصرته وتهويد الاثار العربية، واستخدام حق الفيتو لصالح الكيان الاسرائيلي والآن يهددون بقطع المساعدات والامدادات، وتمضي اسرائيل لكسب تعاطف العالم معها اعلامياً و”سياسياً”. يتبقى الدور الهام للدول العربية والشعب الفلسطيني لحماية مستقبل المصالحة الفلسطينية وانجاح هذا الاتفاق واحتواء نقاط الخلاف والحوار حولها وتذليل العقبات امامها وانهاء ملفاتها الاساسية بمعالجات مرضية للاطراف، ودعم التحرك المصري السعودي. ولقد تغير وجه العلاقات المصرية الاسرائيلية باحتضان هذه الاتفاقية، وفتح معبر رفح أمام الشعب الفلسطيني ليمارس حرية الحركة والانتقال، واعادة النظر في اتفاقية الغاز المصري لاسرائيل، مما يمهد لاعادة التوازن للقوة في الشرق الاوسط وامتلاك اوراق الضغط العربي على اسرائيل. ووضعها في موقف الاختيار بين الارض والسلام وانهاء هذه القضية المصيرية المعُلقة لعقود.