نشرت صحيفة اندبندنت البريطانية نقلاً عن عن مجلة دير شبيجيل الألمانية مقالاً عن الأحداث الدموية التي شهدتها أفغانستان ومقتل بعض عمال الإعاقة عقب قيام القس الأمريكي تيري جونز بإحراق نسخة من القرآن الكريم في إحدى الكنائس الأمريكية. وطالب جونز في رسالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات ضد الدول الإسلامية ردًا على مقتل موظفي الأممالمتحدة في أفغانستان، مواصلاً استفزازاته ومؤكدًا أنه لا يشعر بأدنى مسؤولية عن الاحتجاجات والقتْلى. وقال جونز في رسالته قائلاً: “لقد آنَ الأوان أن يتحمَّل الإسلامُ المسؤولية”، واصفًا الإسلام بأنه “ليس دينًا للسلام”. ومنذ أن قام جونز بإحراق المصحف فإنه يواجه ردود أفعال قوية وصلت في بعض الأحيان إلى تهديده بالقتل، وينفي جونز عن نفسه المسؤولية في التسبب بمقتل العاملين في مكتب الأممالمتحدة، مؤكدًا إصراره على موقف من محاربة الإسلام وشعائره في الولاياتالمتحدة، وبرر فعلته بالقول: لم ندعُ إلى العنف أو القتل، كلُّ ما قمْنا به هو حرْق كتاب. وكان القِسُّ جونز قد أثار انتباه العالم العام الماضي عندما أعلَن عن عزْمه حرْقَ كتاب المسلمين المقدَّس في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، إلاَّ أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدخَّل، وتَمَّ إيقاف الحدَث في اللحظات الأخيرة. كما حذر بعض العسكريين والسياسيين من أن قيام الكنيسة الأمريكية بحرق المصحف الشريف من شأنه أن يثير ردود أفعال عنيفة في معظم الدول العربية والإسلامية، الأمر الذي من شأنه أن يعرض أرواح الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان إلى الخطر، وهدد بعض المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية جونز بإجراءات قضائية إذا حدث ذلك، ممّا دعاه لإلغاء الحدث، والتعهد بعدم تكراره مستقبلاً، لكنه لم يحترم تعهده وقام مؤخرًا بحرق المصحف في محاكمة هزلية. ويصف جونز نفسه بأنه “أحد أنبياء الكتاب المقدَّس” ويقول: الصمود الذي أظهرته أكبر من طاقة البشر. ما يخيفني ويدفعني إلى ما أقوم به هو خوفي من أن ترتدَّ أمريكا عن العقيدة المسيحية. ويصف جونز الإسلام بأنه قوة شيطانية، وطاقة تدميرية، ويسخر ممّن يدعون للتفرقة بين الإسلام كدين سماوي، وبين تصرفات بعض المسلمين المتشددين، قائلاً: الإسلام نفسه -وليس المنشقُّون عنه من المتشدِّدين- يدعو إلى العنف؛ ممّا يتطلَّب مُواجهة هذا العنف بعْنفٍ مضادٍّ، وأقول للمسلمين: “إذا هاجمتمونا، فسوف نهاجمكم”. ويضيف جونز: أسعى كذلك إلى جعْل كنيسة فلوريدا “كنيسة ذات رؤية عالَميَّة”، بدلاً من كونها كنيسة محليَّة، بحيث يمكن مِن خلالها طباعة أكواب قهوة، و”تيشرتات” تحمل عبارات مُسيئة للإسلام. كانتْ وسائل الإعلام الأمريكية قد تجاهلتْ إحراق “جونز” للقُرآن؛ حتى لا تفتح مجالاً للنقاش حول الموضوع، إلاَّ أنَّ ذلك لم يمنع اندلاع العديد من المظاهرات في أفغانستان، حيث لَقِي 7 من العاملين في الأممالمتحدة مصْرعهم. جدير بالذكر أن عدد الذين يعتنقون الإسلام شهريًّا في الولاياتالمتحدةالأمريكية قد زاد خلال الفترة التي تلت الحديث عن مخطط لحرق المصحف الشريف، حيث أشهر نحو 180 أمريكيًّا -بين رجل وامرأة، وبأعمار متفاوتة- إسلامهم تزامُنًا مع وقوع التهديدات بحرق نُسَخ من القرآن الكريم، وصخَب الاعتراض على إقامة مسجد “بيت قرطبة” في الموقع الذي شهد هجمات سبتمبر 2001م في نيويورك. ويعزو بعض المتابعين سبب زيادة المهتدين الجدد إلى ثقافة المُطَالعة والقراءة عن الإسلام والسِّيرة النبوية من مَشارِبَ ومواقع عدَّة، منها ما هو مُعادٍ، ومنها ما هو منْصِف.