أكد رئيس المجلس البلدي بالطائف الدكتور هشام بن صالح الزير، أن المجلس البلدي هو بمثابة مجلس إدارة لأعمال الأمانة ولرسم الخطوط العريضة والتصورات المستقبلية والعمل على رفع مستوى العمل بشكل دائم لها؛ لذا لا يتصور أن يعمل بعيدًا عنها، وهو مستقل بميزانيته الخاصة به وبأفراده، لكنه بحاجة إلى دعم الكفاءات الإدارية والفنية، كما هو الحال للأمانة التي هي بحاجة ماسة لذلك. وأوضح في حوار مع “المدينة” أنه من الجميل مشاركة قطاعات أخرى في إدارة أعمال الانتخابات البلدية طالما أنها متاحة لجميع المواطنين، وليشارك الجميع بمتعة الممارسة في هذا العمل الوطني الأبرز. فإلى نص الحوار: * كيف تنظرون الى الانتخابات البلدية في دورتها الجديدة؟ ** العمل في المجالس البلدية هو نوع من أنواع مشاركة المواطن في صنع القرار البلدي ورفع كفاءة العمل البلدي، لهذا فالدخول في الانتخابات البلدية والترشح والترشيح لها ممن يجد في نفسه كفاءة وقدرة وخبرة يستطيع من خلالها أن يفيد العمل في الأمانات والبلديات أمر جيد وعمل وطني ينبغي السعي إليه، ومما يزيد في التفاؤل الدورة الجديدة من الانتخابات البلدية النجاح الطيب الذي حققته الدورة الأولى، والمواطنون مخلصون لوطنهم وسيبذلون كل ما في وسعهم للتقدم لوطنهم واستمرار نجاحاته والمساهمة في ذلك. * كيف تقيّمون المرحلة الاولى والتى استمرت اربع سنوات بحكم رئاستكم للمجلس البلدي؟ ** من أصعب المراحل في أي عمل مرحلة التأسيس؛ لأنه تنفيذ عمل لم ينفذ سابقًا؛ مما يعني أن هناك الكثير من العقبات قد تواجهه من حيث الإمكانات البشرية والفنية والمالية، وكذلك آلية التعامل الرقابي للأمانات والبلديات والنفسية التي سيكون عليها منسوبوها ونظرتهم تجاه دور هذه المجالس، وطبيعة النظام الذي وضع قبل أكثر من ثلاثين عاما ولم تختبر فعاليته من قبل، إلى غير ذلك من الإشكالات الكبرى التي يصعب حصرها في مثل هذا اللقاء العابر، لكن بفضل الله تعالى وتوفيقه، ودعم سمو الأمير متعب وسمو الأمير منصور بن متعب شقت المجالس طريقها بشكل لافت وأسست العمل للمجالس بعدها وعملت مع الأمانات والبلديات في كل ما يخدم العمل البلدي، ولما رأت الوزارة الجهود التي تقوم بها المجالس عززت دورها المهم بالعديد من الصلاحيات التي لم تكن موجودة من قبل، مما أكد أهمية الدور الذي تقوم به المجالس مع الأمانات والبلديات، وما الحركة الدائبة التي يراها المواطن في الأمانات والبلديات إلا ثمرة العمل البناء بين المجالس والأمانات والبلديات، لهذا فالتجربة لكونها الأولى على مستوى المملكة وتحقق هذا النجاح منذ بدء الانتخابات إلى الترشيح والتصويت ثم عمل المجالس وما حققوه خلال الدورة الأولى يعد عملًا طيبًا مقارنة بما ذكرنا آنفا. * ماذا قدمتم من خدمات وتسيهلات للمواطنين خلال الفترة الماضية؟ ** لا يمكن أن تنسب عملًا للمجلس البلدي فقط، فهو لا يمكن أن يعمل بدون الأمانة أو البلدية، فالمجالس البلدية عملها تكاملي مع البلديات والأمانات، فصنع القرار والرقابة في المجلس حسب الصلاحيات المحددة في النظام، والسلطة التنفيذية هي الأمانات والبلديات؛ لذا فالعمل فيها كان على وضع خطط عملية لخدمة المحافظة والمواطنين، وذلك بعد تلمس الاحتياجات وترتيب الأولويات، لذلك رتب المجلس أولوياته بعد ذلك بتسهيل إجراءات المواطنين وتفعيل الحكومة الإلكترونية في أعمال البلدية، والسعي في تخفيف الاختناقات المرورية ورفع مستوى العمل البلدي من خلال تطوير آلية العمل الرقابي للبلدية، والسعي في جلب وجذب المشاريع التي تخدم المنطقة وساكنيها وزوارها، فما يشاهد في المحافظة من ورشة عمل كبرى في الطرقات والحدائق وفك الاختناقات المرورية بطرق شتى، والأيام حبلى بالخير الكثير من المشاريع التي قد تمت الموافقة عليها في الميزانية والعمل قائم على التصميم الهندسي لها، وأخرى تم إعداد الدراسات الخاصة بها لاعتمادها في الموازنات المقبلة، من جسور وأنفاق وتوسعات وفتح طرق وحدائق ومتنزهات، ما هي إلا نتاج العمل والتفاعل بين المجلس والأمانة، فمن يعرف الطائف قبل ست سنوات، يدرك الفرق الآن بشكل كبير، وهذا لا يعزى لأحد بعينه وإنما لفريق العمل في كل ميدان فالجميع مساهم فيه. * هل ترى استقلالية المجلس البلدي عن الامانات بميزانية خاصة حتى يتمكن من القيام بعمله على أكمل وجه؟ ** المجلس البلدي هو بمثابة مجلس إدارة لأعمال الأمانة ورسم الخطوط العريضة والتصورات المستقبلية والعمل على رفع مستوى العمل بشكل دائم لها، لذا لا يتصور أن يعمل بعيدًا عنها، وهو مستقل بميزانيته الخاصة به وبأفراده، لكنه بحاجة إلى دعم بالكفاءات الإدارية والفنية، كما هو الحال للأمانة التي هي بحاجة ماسة لذلك. * كيف تقيّم دور الامانات والبلديات في تعاونها مع المجلس البلدي؟ ** الأمانات والبلديات متفاوتة في تعاونها وتفاعلها مع المجالس البلدية، ولا شك أن البدايات يصاحبها العديد من الاجتهادات والخلافات في فهم بعض نصوص النظام وتفسيره، في ظل قدم النظام المنظم لهذا الأعمال، ولقد تمت إعادة تقويمه وأقيمت العديد من الورش لتلافي سلبياته وليواكب الوقت الحالي بآلياته وتعقيداته وكثرة أعبائه وتشعباته، ولكن مع تقديم المصلحة العامة وتذويب الذات فيها والنظر إلى روح الفريق الواحد يتم تلافي هذه السلبيات. * هل تؤيد زيادة اعضاء المجلس البلدي في المرحلة الجديدة؟ ** العبرة ليست بالعدد ولكن بالإنتاجية والدور الذي يقدمه العضو للمجلس، ولعل الأعداد التي تعاملنا معها كافية إلى حد كبير في ظل تنوع الاختصاصات وتباين الخبرات. * ربما المميزات والخصائص التى يتمتع بها أعضاء المجلس البلدي سواء المالية أو غيرها بحاجة الى زيادة؟ ** أعضاء المجالس البلدية المزيَّة الكبرى لهم ثقة المواطنين وولاة الأمر بهم لتمثيلهم في هذا المجلس، ولا توجد لهم أي مزايا مالية إلا مكافأة شهرية حسب حجم البلدية وحجم العمل بها، بل هناك أعباء تلقى على كاهلهم بسبب عضويتهم للمجلس تفرض عليهم طابعا يكونون فيه مسؤولين عن تعاملاتهم وأقوالهم وتصرفاتهم بشكل أكبر وأكثر من المعتاد لئلا يفهم تصرفه وقوله بغير ما أراد، وحتى لا يؤثر ذلك على شخصيته الاعتبارية الممثلة للمواطنين. * ما الجهة التى تراها مناسبة في مراقبة الانتخابات والاشراف على جميع مراحلها؟ ** من الجميل مشاركة قطاعات أخرى في إدارة أعمال الانتخابات البلدية طالما أنها متاحة لجميع المواطنين، وليشارك الجميع بمتعة العمل في هذا العمل الوطني الأبرز. * أخيرًا هل سوف ترشح نفسك في المرحلة المقبلة؟ ** في الدورة السابقة لم أرشح نفسي لقناعتي بوجود من هم أفضل وأولى بهذا الشرف مني لخبراتهم وسعة وقتهم، لكن ثقة سمو وزير الشؤون البلدية وسمو نائبه حينها كانت السبب في تعييني، التي أعتز بها كثيرا، ولا زالت قناعتي الأولى هي لم تتغير بأن من كان يجد في نفسه الكفاءة الخبرة والوقت الكافي لخدمة هذا العمل الشاق النبيل فليسعى إليه فهو شرف لمثل هؤلاء.