شاركتُ في المُلْتقى السعودي الأردني الهندسي الأول، الذي نظّمتاه هيئة المهندسين السعودية، ونقابة المهندسين الأردنية، في أحد فنادق عمّان الشهيرة!.. ووسط مئات المهندسين الأردنيين، وعشرات الجهات الأردنية، كان عدد المُشاركين السعوديين ضئيلاً، إذ يُناهز عدد أصابع اليديْن، و(99%) منهم هم مجلس إدارة الهيئة، وهذه هي الغريبة الأولى، وتتحمّل الهيئة وِزْرها، لأنها وجّهت دعوات الاشتراك للمهندسين السعوديين بلا تنسيق مع جهات أعمالهم التي تشترط توجيه الدعوات إليها مباشرة لتكليف موظّفيها بالاشتراك، وهكذا انحصرت المشاركة في مجلس إدارة الهيئة، ولا عزاء لجهاتنا ومهندسينا، رغم كونهم أحد مَن يُفترض إقامة المُلْتقى لأجلهم!.. أمّا الغريبة الثانية فهي أمّ الغرائب، بل وجدّتها، إذ يُفترض في مُلتقياتٍ كهذه أن تكون المنفعة متبادلة، لكن ما شاهدته هو شطارة فائقة لنقابة المهندسين الأردنية في تنفيع المهندسين الأردنيين والشركات الهندسية الأردنية بتسويقهم عندنا، لينضمّوا إلى (15000) مهندس أردني، وعشرات الشركات الأردنية العاملين لدينا، ولا اعتراض لديّ البتّة، فهم أشقّاء، وسوقنا أكبر، وتحتوينا وإيّاهم، لكن.. لماذا لا تتشطّر هيئتُنا مثل نقابتهم؟! لا أقول في تسويق المهندسين السعوديين، والشركات الهندسية السعودية في الخارج، فهذه معجزة إن تحقّقت، بل في توظيف المهندسين السعوديين العاطلين.. هنا في بلدهم، وفي تحسين وضع الموظفين منهم بعدم الخنوع لتجميد كادرهم بحجّة إبقاء العلاقة الطيبة مع الجهات المعنية بالكادر، فالكادر مصلحة عامّة، والعلاقة الطيبة تتحقّق بأسمى معانيها في المصلحة العامّة، وكذلك في تطوير المكاتب الهندسية الصغيرة، وإيلاء الثقة بها، وفي التصريح للمهندسين الحكوميين بالعمل الحرّ في المساء، وفي زيادة عدد المهندسين السعوديين بإقناع جامعاتنا بقبول مزيدٍ من الطلاّب، وتخفيف شروط قبولهم الصعبة، وشبه المستحيلة!!.. بالمناسبة، هل تعلمون أنّ في الكليات الهندسية الأردنية الآن حوالى (35000) طالب أردني، وهو عددٌ كبيرٌ كان لتخطيط النقابة الفضل في قبولهم؟! بينما هم في جامعاتنا: وا حسرتاه.. بضعُ آلاف، وربّما مئات!!. أخشى أن يسألني مهندسونا عن أيّ أخبارٍ مُفْرِحةٍ من الهيئة تخصّهم، وأزفّها إليهم بعد المُلْتقى، إذ لا أملكُ خبرًا سوى أنّ الهيئة دعتني لتناول طعام العشاء بحضرة نشامى النقابة الأردنية، وكم كان العشاء لذيذًا، إشي مُقبِّلات، وإشي مشويّات، وإشي حلويات، وما (يَنْحَرِمْشِ) مهندسونا من الهيئة الكريمة!!.