في واحد من الأفلام الأمريكية التي تحمل نفس عنوان المقالة يتساءل كاتب السيناريو في مقدمة العرض :من هو الأذكى...الكلب ...أم ذيله؟ ويرفض العمل أن يترك السؤال معلقًا إذ سرعان ما تأتي الإجابة الكلب هو الأذكى....لأنه يحرك الذيل و لو كان العكس الصحيح لكان الذيل هو من يحرك الكلب إذا فالقضية تتلخص ب: الأذكى...يتحكم ويقود الأقل ذكاء عزيزتنا جريدة الشرق الأوسط طرحت من أيام إشكالية ..من يقود الآخر؟؟ الكاتب...أم الشارع... ؟ مفترضة سلفا البديهية التي تقول إن الكاتب المثقف هو من يفترض أن يدير ويتحكم بحركة الشارع... ثم اتكأت في بحثها على أراء كتاب تنوعت إجاباتهم لتصب أخيرا كلها في خانة ريادة الشارع للوهلة الأولى تبدو الآراء مصيبة إذا ما استشهدنا بكون مثقف واحد لم يتوقع هذه الانتفاضة الشعبية التي عمت الشوارع العربية لتثير زوبعة تطال حتى التاريخ نفسه...تاركة الكتَاب و المثقفين في خندق التحليل والمفاجأة و ردة الفعل كأي متفرج آخر صعقه المشهد و بعيدا عن تلك الأفكار و القيل و القال في ذات الصفحة دعونا نعيد طرح السؤال من زاوية أكثر اتساعا؟؟..هل من يستطيع أن يفصل بين الكاتب و الجمهور المتمثل بالشارع؟ وبنظرة خجولة تتبعية ومقارنة للشارع العربي ..ماذا ترون بهذا الشارع الذى ننتمي اليه جميعا غير القمع ..والحيرة والريبة..وهيجان الشعوب وعدم رضاها ...والكاتب يحترق فيها كما لم يحترق من قبل على ذلك الصفيح الساخن ألستم معي أن هذا الكاتب شئنا أم أبينا نتاج لثقافة الشارع و قبل و بعد واحد من أفراده وأن هذا الكاتب مهما بلغ من سعة الحيلة والثقافة لا يحق له أن يدير ظهره إلى ذلك الشارع ليبحر في فضاء يخترعه و يعيش فيه....لأنه سرعان ما يواجه عزلة ثقافية تقوده إلى أرصفة التهميش و اللاواقعية إذًا...ما الحل...؟؟ الحل يكمن في دفن التساؤل الأساسي حول من يحرك الآخر ؟..الشارع أم الكاتب ؟ و رمي هذا السؤال في بئر النسيان...لأنه تساؤل غريب عن منطق الساحة العربية و لا يراعي خصوصيتنا كشعوب مقادة ومغلوب على أمرها....سؤال لا يعترف بوجود أيد قوية وخفية تدير حراكنا بعيدا عن مضمار الحلبة هذا...و قد يكفينا للحصول على إجابة مقنعة أن نقوم بطرح التساؤل على الشكل التالي والمربك يتلخص ب من يحرك الاثنين...؟ من بيده مفاتيح اللعبة...من يجنّد هذا الكاتب و من يحدَ من تقدميته ؟.. ومن يسوق ذاك الشارع ومن يقمعه ..؟؟ إنه سؤال الافتتاحية يا اعزائي ...الأذكى هو من يقبض على جهاز الكنترول...و يضع قواعد اللعبة لنا جميعاً...الأذكى هو ذاته دائماً (الأقوى.)..هو من يقوم بتحريك ذيله ذات اليمين والشمال بأي وقت شاء .. بينما ذيله قد اتقن ..اللعبة ...و دام فهمكم... ختاما - يقول ادونيس - عندما يموت الفاعل في لغة الكتابة..تموت الكتابة...و يموت التاريخ ...وأن نكتب يعني أن نبتكر لقاحاً للكلمات يشفيها من أمراضها الكثيرة التي زرعتها فيها السجون العربية [email protected]