كم كانت الأمسية الأهلاوية لتكريم الأمير سلطان بن فهد رائعة، تجلّت فيها معانٍ نبيلةٍ ساميةٍ وكبيرةٍ، حيث حضر الوفاء في أجمل أشكاله. فكلمات سمو أمير منطقة مكة في الحفل تضمنت عبارات تُدرَّس للأجيال عن الإخلاص في العمل، واستمرار صداه للأبد، وجاءت بطريقة (خيرُ الكلامِ ما قلّ ودلّ) رؤية مسؤول، وبروعة الشعر. أسماء كبيرة لها مكانتها ومحبتها في القلوب حضرت التكريم، وأظهر الحفل- وكما هو في كل مناسبة سعودية- مدى الترابط والتلاحم والانسجام والتناغم بين نسيج المجتمع في المملكة، قيادة ومواطنين. نعم يستحق سلطان كل هذا الحب، وهذا التكريم، فالرجل عمل سنوات بجد وإخلاص، وتحمل وصبر في وسط رياضي تتلاطمه الأحداث الساخنة، والآراء المتلاحقة، وقاد فترة هامة من مسيرة الرياضة السعودية التي تناوب على قيادتها رجال أفذاذ لن ينسى لهم التاريخ ما قدموه وأنجزوه، والنقلة التي أحدثوها منذ عهد الملاعب الترابية و(التيزار) إلى المدن الرياضية فضلاً عن تطورات هيكلية، وفنية شملت بناء الشاب السعودي ونقله للمنافسة العالمية. جذبتني عبارة رددها سلطان بن فهد في ليلة تكريمه لمن حوله عندما كان يهمّ الكثيرون لالتقاط الصور التذكارية معه، رغم كل الازدحام، بقوله: (ما يخالف اتركوهم) ووقف طويلاً للكبير والصغير للتصوير في تواضع غير مستغرب، ومتوارث، وأصيل. سلطان مدرسة التسامح، فقد قدم دروسه في هذا الجانب على وجه الخصوص، وبرهن على أن الرياضة فروسية وتسامح، وكانت هناك آراء مخالفة حول قرارات العفو عن اللاعبين لم يأبه بها؛ لأنها نهج وليست ردة فعل، أو مجرد تعاطف، أو استجابة لمطالب. في (المدينة) تلقينا إشادة خلال الحفل نعتز بها كثيرًا عندما أتحفني الأمير نواف بن محمد وهو يشيد ب(المدينة) وتغطيتها لأحداث بطولة ألعاب القوى، ويثني كثيرًا على ما تم عمله، وهي شهادة من رجل رياضي خبير، وحافز كبير لمواصلة العطاء مع كافة الألعاب وأندية الوطن. وفي الختام، شكرًا لمدرسة الوفاء الأهلاوية، ولمَن رسّخ هذا المفهوم في هذا النادي الراقي منذ تأسيسه، شكرًا للرمز الكبير الأمير خالد بن عبدالله رجل الوفاء، ولرئيس النادي الأمير فهد بن خالد، وإدارته، وجاءت عبارة الأمير نواف بن فيصل معبرة عن المناسبة، عندما قال: (شكرًا لكل مَن فكّر ونظّم ودعا لهذا الحفل).. كل مناسبة وفاء والوسط الرياضي بألف خير، يبرهن ويؤكد أن المملكة نسيج مترابط ومتماسك وفريد.