* لا يمكن لنا أن نواجه العالم بصفتنا الدائمة على أننا الضحية التي أسقط عليها اليهود عذاباتهم التي ارتكبتها الشعوب الأوروبية في حقهم. * نعم: لا يمكن أن تتعاطف -معنا- شعوب العالم مادامت المجموعات الدينية المتشددة والتي تحمل زوراً اسم «السلفية والسلف» تقتل بذريعة الكفر أو الفسوق أو التبديع –من البدعة- أشخاصاً مسالمين من بني جلدتها ينطقون بالشهادتين أو معاهدين كفل لهم ديننا الإسلامي حقهم في العيش والحياة بأمن وسلام. * أرض فلسطين السليبة كانت مسرحاً لعمليات قتل بربري فقبل أسبوعين قتل في الضفة الغربية المخرج «جوليانو خميس» والذي قام بصنع وإنتاج فيلم عن أطفال المخيم الفلسطيني – أي أنه ناشط سلام -. * ومرت عملية القتل دون عقاب وهي ما شجع المجموعة الجهادية المتشددة في غزة على قتل الناشط الإيطالي «فيتوريو أريغوني» (Vittorio – Arrigoni)، ولم تكتف الجماعة التي تزعم زورا وبهتاناً أنها جماعة «التوحيد»، بفعلتها الشنيعة بل أقدمت على ما هو أسوأ من ذلكK وذلك بقيامها بعرضه -أي القتيل- في فيلم مسجل وهو معصوب العينين وتمسك أيد بشعر رأسه بقسوة هي شبيهة بقسوة قلوب تلك العصبة الآثمة، قد يصدق البعض أن عملية القتل لناشط السلام الإيطالي هو ضغطها على حركة حماس للإفراج عن مُنظِّر الجماعة أو أميرها “أبوالوليد المقدسي”، ولكن عندما ننظر إلى الأمر بصورة أشمل نجد أن هذه الجماعات المتشددة ولدت من رحم جماعات وتيارات دينية – وهذه الأخيرة لم تقم بواجبها الشرعي والإنساني بلجم هذه الجماعات وتركتها تتوالد في شكل بؤر تخرج في كل يوم بفتوى جديدة تبيح قتل كل من يختلف معها – على ثوابت وضعتها لنفسها – حتى ولو كان المختلف معه – يدين هو وآباؤه وأجداده بدين الإسلام. * وإذا أردنا أن نضع الأمور في سياقها الصحيح فإن السكوت عن التنظيم السري العسكري التابع لجماعة الإخوان في مصر هو الذي صنع ما سُمي في السبعينيات الميلادية - بحركة التكفير والهجرة، ومن هنا فإن حماس تتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية، فلو عملت على لجم هذه الجماعات ووضع حد لسلوكياتها المشينة لما حدث قتل هؤلاء الأبرياء.