احتل موضوع محو الأمية مكانة خاصة لدى القيادة السعودية منذ عهد القائد المؤسس الملك عبد العزيز – يرحمه الله – فقد استهل المسيرة المباركة في توحيد الكيان وبناء الدولة والإنسان فوق هذه الأرض الطيبة بمشروعه الكبير في توطين البدو من خلال إنشاء الهجر، وتزويدها بالعلماء والمشايخ والدعاة لتعليم الناس أمور دينهم ، وتخليصهم من الجهل والخرافات والأمية، وبما يعتبر أول برنامج لمحو الأمية في المنطقة العربية . وقد ظلت القيادة السعودية منذ عهد التكوين تولي التعليم بكافة مراحله وأشكاله وتخصصاته ، توسعًا وشمولاً وتطويرًا وإصلاحًا عناية فائقة باعتباره ركنًا أساس في بناء الدولة الحديثة الناهضة التي تليق بأرض الحرمين الشريفين وبالمواطن السعودي الطموح الذي ظل يثبت أهليته وكفاءته في تطويع مؤهلاته العلمية في خدمة الوطن وتعلية صرحه ودفع عجلة التنمية إلى الأمام باعتباره المحرك الرئيس للعملية التنموية وأداتها الأساسية في صنع التقدم المنشود الذي يحقق الرخاء والازدهار للمجتمع. الاهتمام والرعاية التي ظلت القيادة السعودية توليها للتعليم ، بما في ذلك برامج محو الأمية ، وصل إلى ذروته في عهد خادم الحرمين الشريفين من خلال انتصاره لمعلمات ومعلمي برنامج محو الأمية بشمولهم ببرنامج محو الأمية المسائي في وزارة التربية والتعليم أسوة بالعاملين في الفترة الصباحية المشمولين بالتثبيت مع تكليفهم بالفترة الصباحية ليكملوا النصاب . الرسالة التي حملها هذا الأمر الملكي الكريم ذات مضمونيين أولهما أنه لا استثناءات في قاموس التعامل الأبوي والإنساني لخادم الحرمين الشريفين مع أبنائه المواطنين ، وأنه لا فرق ولا تفرقة بين المواطنين رجالاً ونساءً ممن يعملون في مرافق الدولة ومؤسساتها ، وثانيهما أن الأمر الملكي جاء ترجمة صادقة لمدى ما يوليه المليك المفدى – يحفظه الله – لهذا النوع من التعليم لما يحتله من مكانة خاصة في الأجندة الوطنية باعتباره حقًا من حقوق المواطن وواجبًا التزمت به الدولة ، إلى جانب كونه ترجمة للآمال المعقودة عليه لاستئصال الأمية من المجتمع السعودي . العطاء الملكي السخي الذي اختص به خادم الحرمين الشريفين العاملين والعاملات في هذا المجال يتطلب منهم بذل المزيد من الجهود للإطلاع بمسؤولية هذه الرسالة السامية وإثبات جدارتهم بالمهمة التي أوكلت إليهم لتحقيق هدف نبيل وغاية شريفة .