أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى ردود الفعل القوية التي أعقبت قيام القس الأمريكي تيري جونز بحرق نسخة من المصحف الشريف بالولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدة أن كثيرًا من منظمات المجتمع المدني أعربوا عن رفضهم لذلك الإجراء لأنه يصب في خانة عدم التسامح وينذر باندلاع موجات غضب وأعمال عنف في كثير من دول العالم. وأبرزت الوكالة خبر إدانة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لذلك الفعل، قائلة: أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما واقعة حرق نسخةً من القرآن الكريم بواسطة قس أمريكي متطرف في الولاياتالمتحدة، معبرًا عن الرفض التام لمثل هذه الأفعال، محذرًا من أنها قد تتسبب في وقوع المزيد من أعمال العنف، مشيرًا إلى اندلاع أعمال عنف دامية في أفغانستان. وقال أوباما: ما أقدم عليه القس تيري جونز من حرق للمصاحف هو عمل غير مسؤول وينمّ عن أقصى درجات عدم التسامح والتعصب. وكان مبشر إنجيلي قد قام في 20 مارس الماضي في كنيسة بولاية فلوريدا بحرق نسخة من المصحف الشريف بحضور خمسين شخصًا في مقدمتهم القس المتطرف تيري جونز الذي كان قد هدد العام الماضي بحرق نسخ من المصحف الشريف إذا لم يتراجع المسلمون عن عزمهم إنشاء مسجد ومركز إسلامي بالقرب من الموقع الذي شهد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، لكن جونز اضطر للتراجع عن ذلك المخطط أمام ضغوط هائلة مورست عليه من داخل وخارج الولاياتالمتحدة وتعهد بعدم ارتكاب هذا الفعل، لكنه حنث بوعده وقام بتنفيذ ما هدَّد به مؤخرًا. وقال أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض: إن تدنيس أي كتاب مقدس بما في ذلك القرآن عمل من أعمال عدم التسامح والتعصب بشكل كبير، ولكن مهاجمة وقتل أبرياء ردًّا على ذلك أمر مشين وتحد للأخلاق والكرامة الإنسانية. جاء ذلك بعد أن قال مسؤولون أفغان السبت إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 83 آخرون في مدينة قندهار بجنوب أفغانستان في ثاني أيام الاحتجاجات على حرق القس الأمريكي المتشدد تيري جونز نسخة من المصحف وبعد الهجوم على مركز للأمم المتحدة أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. ومن جانب آخر أدان سفراء العالم الإسلامي لدى دولة الفاتيكان واقعة حرق المصحف الشريف، معبرين عن أقصى درجات الرفض لذلك التصرف، وقام السفراء بمخاطبة وزير خارجية الفاتيكان بشكل رسمي، معربين عن استيائهم الشديد من هذا العمل البغيض، ومطالبين الفاتيكان بإعلان الإدانة وتحديد الموقف الرسمي بصورة واضحة لا لبس فيها. ومضت الوكالة قائلة: تخشى الولاياتالمتحدة من تداعيات هذه الأعمال التي تستفز المسلمين وتدفع بعض المتشددين إلى ردود أفعال تستهدف جنودها في العراق وأفغانستان، وكان أوباما قد أشار لذلك من قبل عندما قام جونز بالتهديد بحرق نسخ من المصحف، وحمَّله مسؤولية تعرض الجنود الأمريكيين إلى عمليات انتقامية، كما أكد ذلك وزير الدفاع الأمريكي.