بالإشارة للقرارات الإصلاحية الملكية التي انهمرت كالمطر المبارك الذي سقط على الأرض فأنعشها، وبلل عروقها، هكذا كانت هذه الأوامر التي وُجهت كلها للإصلاح الداخلي، والتي لا يستفيد منها إلاّ الوطن ومقدراته الإنسانية والاقتصادية، فعندما يقوم خادم الحرمين الشريفين بهكذا إصلاحات، فهذا يترجم مدى الحرص الأبوي الذي يكنه ولي الأمر لأبنائه المواطنين، الذين بادلوه الحب بالحب، والصدق بالصدق، والاهتمام والرعاية وتفقد أحوالهم بالدعاء له سرًا وعلانية، وكما طالبنا -حفظه الله- في كلمته التاريخية التي سبقت إعلانه لهذه الإصلاحات بأن ندعو له، فنحن نقول له كلنا وبدون استثناء أطال الله في عمرك، وحفظ الله لنا والدنا وإخوته الكرام لوطن عظيم، لا نرتضي بغيره وطن ولا بغيرهم قيادة وحكومة، ولأننا -كما ذكرت في عدة مقالات سابقة- نقوم بواجبنا الإعلامي نحو قيادتنا من جهة، وإخواننا المواطنين من جهة أخرى، ونرى أننا مطالبون بمتابعة تنفيذ هذه الإصلاحات كما يأمل ولي الأمر والمواطن، فكلاهما الثروة الحقيقية لوطن يتمتع بهذا الانسجام والتلاحم الفريد، والذي يميزنا -والحمد لله- عن غيرنا، ويكفينا هذا التوافق النادر بين أبناء الوطن الواحد، من هذا المنطلق فيشرفنا أن نقوم بواجب تجاه إخوة لنا في الدين والوطن بإيصال أمنياتهم أن تشملهم هذه القرارات الملكية الكريمة، وهم فئة من المتقاعدين، حيث إن «رواتبهم التقاعدية» في المؤسستين الخاصة والعامة دون الثلاثة آلاف، ونظرًا لغلاء المعيشة وحاجتهم الماسة للتمتع مثل غيرهم بهذه القرارات الكريمة، خاصة وأن مؤسسة التقاعد والتأمينات الاجتماعية تستثمر مدخراتهم التقاعدية في مشاريع كثيرة داخل الوطن وخارجه، فمن حق هؤلاء أن تُعدّل رواتبهم التقاعدية بما لا يقل عن 3000 ريال كما أمر خادم الحرمين الشريفين، ووفقًا لهذه الأوامر سيتحسّن وضعهم الأسري وتعمّهم الإصلاحات التي يهدفها ولي الأمر، ولقد وصلني عدد كبير من الرسائل والفاكسات والإيميلات تطلب منا -نحن الكُتَّاب- إيصال أمانيهم للقيادة الرشيدة التي لا همَّ لها إلاّ سعادة وراحة المواطن، وبهذا التعديل سيكون أسوة ببقية إخوانهم موظفي الدولة، التي أمر الملك عبدالله -حفظه الله- بأن لا يقل راتب الموظف عن هذا الرقم، إن لم يكن أكثر، وبهكذا إصلاحات يتم مساواة الجميع، وتتمتع هذه الفئة ذات الراتب الأقل بذات الميزة، ونحن ندرك أن قيادتنا الرشيدة ستسعد كثيرًا بإيصال هذه الأمنيات لها، ونحن نثق بعد الله في اهتمامها وحرصها والأمر لهذه الفئة بما يتوافق مع احتياجاتهم، ويكفينا شرف خدمة الوطن حكومة وشعبًا عندما نقوم بإيصال هذه الأمنيات تماشيًا مع مطالبات والدنا أبومتعب بأن نكون عونًا له، وأن نساعده بعرض مثل هذه الأمور، والدعاء له في ذات الوقت، والحمد لله والمنّة له أن والدنا -حفظه الله- قد فتح لنا كافة القنوات لإيصال صوت أبنائه المواطنين له، وأولى هذه القنوات «قلبه الكبير» عندما قال: «أنتم في قلبي». خاتمة: وأنت يا والدي في قلوبنا.