لقد اطلعت على المقابلة التي أجراها الاستاذ محمد البيضاني مع الاستاذجمعان عبد الكريم الغامدي : الذي يشغل منصب أستاذ اللغة العربية بجامعة الباحة/ وأود ان أعلق على ما صرح به خلال المقابلة بقوله « ان حفظ القرآن لم يحفظ اللغة العربية . وان الناطقين بغير العربية لا يحسنون حرفا واحدا في اللغة العربية .وان اللغة العربية لغة ميتة.. ونص كلامه “واللغة العربية كما تعلم لغة ميتة علميا لا يكتب فيها شيء بلغة العلوم البحتة وغير منطوقة في أي بلد عربي” وتعليقي هو : إن اللغة العربية ليست ميتة بل هي لغة حية ، وقد حفظت القرآن الكريم وقد نقلت العلوم البحتة من طب وفيزياء وفلك وفلسفة واجتماع الى لغات العالم وما قام به علماء العرب الاقدمون يشهد به جميع المستشرقين . وكانت الاندلس وعلماؤها مصدرا ثريا لطلاب العلوم المختلفة .وقولك بأن ابناء البلاد الاسلامية يقرأون القرآن ولا يفهمون اللغة.ليس دليلا على قصور اللغة بل دليلا على انهم وقفوا عند حفظ القرآن ولم يتفهموا معانيه .ولم يستجلوا غوامضه من علوم فلكية وفيزيائية “إذا البحار سجرت” “وجمع الشمس والقمر” وكيف يجمع الله الشمس والقمر يوم القيامة. إن مشكلة اللغة العربية ليست في جمودها لدى من لم يحسنوا النطق بها والتأليف بها .بل المشكلة في تعليم اللغة وتبسيط قواعدها والالتزام بالنطق بها في المراسلات والكتابة والاعلام . ونحن نتواصل مع غير العرب بالتفاهم باللغة الفصحى / أما عدم تأليف كتب العلوم بالفصحى فهي مشكلة علماء عصرنا /فهذه سوريا تدرس الطب باللغة العربية . والعجيب ان الاستاذ جمعان يشغل منصب استاذ اللغة العربية ويعترف بانها لغة ميتة !! فلما إذن أمضيت عمرك في دراسة وتدريس مادة ميتة ؟ وفي سؤال حول معوقات العمل الثقافي :يقول :إنها كثيرة : إشكالية الثقافة والسلطة والثقافة والدين والثقافة والمجتمع:ويقول «لابد ان ينهض تحليل الخطاب بفضح الآليات والحجاجية للضخ الايديولوجي» وأسأل الاستاذ :هل كلمة حجاجية عربية سليمة ؟ثم ما هو الضخ الايديولوجي ؟وهل هذا تعبير عربي سليم ؟ أما إشكالياته المتعددة فهي شماعة يعلق عليها كثير من الكتاب والادباء قصورهم وتقصيرهم في الاسهام بالرأي والمشاركة في نقد ما ينشر وما يكتب . وأخيرا أرجو ان يتواضع استاذنا ومن ذكر من زملائه الذين سماهم :الرباعي/ والصقاعي / فكثيرمثلي لم يسمعوا بهم ولم يلمسوا التغيير الذي أحدثوه في الاندية الادبية .