أعلن اليمن امس موافقته على دعوة وجهتها دول مجلس التعاون الخليجي لإجراء محادثات في السعودية لإنهاء الأزمة السياسية التي يشهدها منذ أسابيع، فيما قال مساعدون للواء علي محسن وهو أحد القادة العسكريين البارزين الذين ألقوا في الآونة الأخيرة بثقلهم وراء عشرات الآلاف من المحتجين الداعين لرحيل الرئيس علي عبد الله صالح إنه قبل أيضا الدعوة لإجراء محادثات في السعودية. بينما اصيب عشرات المحتجين بالرصاص امس مع تجدد اعمال العنف في مدينة تعز جنوبي صنعاء وقيام مناصرين للنظام باطلاق النار على المتظاهرين، في الوقت الذي افاد فيه شهود ان مروحية طافت فوق المدينة وألقت قنابل مسيلة للدموع. وقال أبو بكر القربي وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال اليمنية ل”رويترز”: "نرحب بدعوة مجلس التعاون الخليجي والحكومة مستعدة لمناقشة أي أفكار يطرحها أشقاؤنا الخليجيون لحل الأزمة”.كما أكدت المعارضة استعدادها للمشاركة في المحادثات للبحث في «نقل السلطة»، حسبما أفاد المتحدث باسمها محمد قحطان أمس. لكن زعماء الجماعات السياسية المعارضة الرئيسية لم يعطوا ردا بعد قائلين: إن ردّهم سيتوقف على معرفة تفاصيل المحادثات المقترحة. وكان وزير الخارجية الكويتي قال امس الاول : إن دول الخليج العربية دعت ممثلين عن الحكومة اليمنية والمعارضة الى محادثات في السعودية. وقال الشيخ محمد السالم الصباح: إن العرض طرح بعد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض الاحد الماضي. الى ذلك تجددت اعمال العنف في مدينة تعز، وأكد شهود ان مروحية كانت تحوم فوق ساحة الاعتصام وفوق مبنى المحافظة ورمت قنابل مسيلة للدموع من الجو. وأكد مصدر طبي وصول "عشرات الجرحى بالرصاص الحي ومئات الاصابات جراء تنشق الغاز المسيل للدموع لتلقي العلاج"، لا سيما في المستشفى الميداني للمعتصمين.وساد توتر شديد في تعز لليوم الثالث على التوالي، فيما سارت عدة مظاهرات حاشدة باتجاه مبنى المحافظة حيث يتحصن مناصرون للحزب الحاكم وللمحافظ. وأكد متظاهرون ان مسلحين تابعين للحزب الحاكم تمركزوا في مبنى المحافظة وقاموا باطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف على المحتجين. وذكر شهود أن شوارع المدينة، خصوصا في محيط مبنى المحافظة، تشهد "عمليات كرّ وفرّ" بين السلطات والمحتجين. وفي صنعاء، قتل متظاهر في شارع الستين عندما أطلقت عناصر مسلحة ترتدي زيًا مدنيًا النار عليهم لدى عودتهم من مسيرة سلمية. وأكدت مصادر أن سيارات تقلّ مسلحين اعترضت طريق المسيرة في شارع الستين، وأطلقت عليهم الرصاص الحي وضربتهم بالهراوات مما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 15 بجروح. كما سقط قتلى وجرحى في اشتباكات أمس بين قوات منشقة من الجيش اليمني ومسلحين مدنيين في صنعاء، بحسبما أفادت مصادر عسكرية وأمنية وشهود عيان. وقال مصدر عسكري : إن جنديين من الفرقة الأولى مدرّع التابعة للواء المنشق علي محسن الأحمر قد قتلا كما أصيب 15 جنديا آخرون بجروح في «اشتباك بين جنود الفرقة ومجاميع قبلية من قبائل سنحان وبني بهلول وبلادالروس». وأكد مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية ان العناصر القبليين أتوا «في مهمة وساطة مع الاحمر»، الا ان الشيخ القبلي احمد ابو حورية الذي قال انه «وسيط وشاهد عيان»، نفى سقوط ضحايا وأكد حصول اطلاق نار من قبل مدنيين متواجدين في المكان مؤكدا انهم قد يكونون «مندسين».من جانبه، قال مصدر أمني رسمي ان الاشتباكات اسفرت عن خمسة قتلى، الا انه قال انهم مدنيون، كما اصيب اربعة آخرون بجروح.وذكر المصدر ان المدنيين احتشدوا عند البوابة الغربية لمعسكر الفرقة الاولى.