وصف مراقبون الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح المنطقة العربية منذ ثلاثة اشهر بأنها مخاض حقيقي يؤذن بميلاد شرق أوسط جديد. وقال مراقب “ التغيير يأتي الآن من الداخل .. ومن أسفل” مشيرا الى أن محاولات اسرائيل التي ساندتها الولاياتالمتحدة لاخضاع حزب الله وجنوب لبنان عام 2006 عن طريق القصف الجوي لم تنجح في تغيير المنطقة كما توقعت وزيرة الخارجية الامريكية آنذاك كوندوليزا رايس.كما لم يكن هناك تأثير يذكر للغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق وروج له الرئيس الامريكي السابق جورج بوش على انه سينشر الديمقراطية في العالم العربي. ويقول بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط في بيروت إن الحركة الديمقراطية ستعيد تشكيل العالم العربي بنفس القوة التي فعلتها ايديولوجيات القومية العربية والاشتراكية والشيوعية والإسلام السياسي خلال قرن ونصف قرن. وقال "انه تغيير هائل. التغيير عميق يصيب صميم هويات الناس."وأخيرا أثبت سكان المنطقة وغالبيتهم مسلمون انهم غير مستثنين من الاتجاهات الديمقراطية التي غيّرت اوروبا الشرقية وامريكا اللاتينية ومناطق كثيرة في اسيا وافريقيا في العقود الاخيرة.والسؤال في العالم العربي الآن بعد ثلاثة اشهر من اندلاع أول احتجاجات في تونس هو : ماذا سيحدث بعد؟ وتختلف الاجابة من دولة لأخرى.وبغض النظر عما يحدث في تلك الدول الاخرى فان جميع العرب يراقبون مصر وتونس اللتين تسيران على طريق وعر لتشكيل حكومة اكثر تمثيلا للشعب. وربما تكون اصعب عقبة في التغيير في دول مثل مصر صياغة الدور الذي ينبغي ان يضطلع به الجيش. الذي احتل مكانا في قلب السلطة على مدار العقود الست الماضية. ويشير سالم لتجارب تركيا المختلطة للتلميح لشراكة محتملة بين الحكومة والجيش في مصر يمكن ان تعزز الاستقرار، فيما يرى الخالدي ان النموذج التركي مغر "من حيث ابعاد الجيش عن السياسة مع انتهاج سياسة خارجية مستقلة.