تلقيت هذه الرسالة على جوالي هذا الصباح الجميل فأحببت أن أبدأ بها كلمتي هذه لكي تصل لجميع المواطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات لما فيها من صدق مشاعر وصدق قول، تقول الرسالة: أمر شعبي رقم واحد تقسيم 32 بتاريخ 14/4/1432ه. نحن الشعب السعودي أمرنا بما هو آت: أولًا: يثبت الملك عبدالله بن عبدالعزيز داخل قلوبنا، ونجدد له البيعة في السراء والضراء. ثانيًا: يبلغ أمرنا هذا عاجلًا لكل حاقد وحاسد للسعودية. ثالثًا: استجابة لأمره الكريم بالدعاء له نسأل الله العلي القدير أن يكون ممن يقول له الله عز وجل أدخل الجنة من أي باب شئت. التوقيع الشعب السعودي. هذه المشاعر الصادقة ليست وليدة الساعة وليست تجاوبًا فقط مع أوامره الكريمة قبل أيام، وإنما هي مزروعة في قلوب شعبه لما حققه حفظه الله من خير لبلده ولأمته الإسلامية والعربية، ولما وصف به من غير الشعب السعودي بأنه ملك الإنسانية. ومن منطلق الشفافية التي عاملنا بها حفظه الله ومن منطلق طلبه وطلب العلماء بأن الإصلاح يكون بإبداء الرأي والمناصحة التي طالب بها له حفظه الله لأن هذا من مبادئ ديننا الحنيف فالدين النصيحة، أضع بعض الآراء في كلمتي هذه للنقاش والنظر فيها وهي ليست وجهة نظري وإنما أنا مؤيد لها بعد أن سمعتها وقرأتها في كثير من المنتديات، ومن محبين كثر له بارك الله في صحته وأمد في عمره. أولًا: هذه الأوامر الملكية الكريمة التي أثلجت صدورنا جميعًا والتي بها كل الخير للبلاد والعباد لا بد لها من قيادات شابة ينفذونها ويفعلونها بل ويُبدعون في تنفيذها، وهذا ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لدى استقباله للجنة شباب الأعمال في الرياض عندما أكد حفظه الله ثقته الكبيرة في القيادات الشابة وقدرتهم على تحقيق طموحات البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده، مطالبًا القيادات الشابة بالمبادرة في حمل شعلة العمل والإنتاج والدفع بعجلة التنمية والبناء في المملكة التي تنعم بالأمن والاستقرار.. إذن لا بد من تجديد دماء الإدارات والأجهزة الحكومية، ومن أسباب تقدم الغرب أن الشخص لا يظل في منصبه لأكثر من فترتين ونادرًا ما يستمر لفترة ثالثة استثنائية، والشعب السعودي يتمنى أن يتم تجديد دماء الوزارات بكفاءات شابة -في الأربعينيات من أعمارها- لها روح العمل الجاد والمبدع البعيد عن التعقيدات، لنرى فعلًا التقدم والتطور السريع لبلادنا العزيزة، وأرجو ألا يغضب مني بعض المسؤولين، فلهم مني الحب والتقدير والشكر الجزيل على ما قدموا في أوائل فترة تقلدهم لمناصبهم، ولكن لا بد من قول الحقيقة، فالمسؤول الذي على رأس إدارته لمدة طويلة بالتأكيد لن يقدم جديدًا، فقد قدم كل ما عنده في الفترتين الأولى، ثم أصبح سريان الدم بطيئًا، وهذه سنة الحياة حتى في شراييننا وأوردتنا مع تقدم السن يحدث نفس الشيء، ونحتاج لتغيير بعض الشرايين. ثانيًا: جزى الله الملك عبدالله خيرًا على أمره بتأسيس هيئة مكافحة الفساد والتي هي من أهم القرارات، وأود أن أذكر الأخ الفاضل الشريف -والذي له من اسمه نصيب بإذن الله- الذي تولى أمانتها بقول الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وأرضاه لأحد ولاته عندما طلب منه مالًا لبناء سور حول المدينة (ماذا تنفع الأسوار، حصّنها بالعدل ونقّي طُرقها من الظلم).. فهذا هو المطلب المهم جدًا الآن، وهو أن نحصن مجتمعنا بالعدل وننقّي جميع أعمالنا من الظلم فالعدل هو الأساس، والفساد هو الذي يؤدي للإحباط والفشل والأمراض الاجتماعية والتأخر والكوارث فنكون في مؤخرة الأمم لا قدر الله. ثالثًا: هناك عتب من المواطنين والمواطنات من غير القطاعات الحكومية والمتقاعدين الذين لم تشملهم بعض القرارات، فحبذا لو فكرنا في آلية لتشمل الخيرات كل المواطنين، أي أن القرارات تشمل جميع المواطنين والمواطنات وليس فقط من هم على وظائف حكومية، وذلك بتجاوب القطاع الخاص بأكمله مع القرارات الملكية الأخيرة. رابعًا وأخيرًا: أوجّه كلمتي لكل سعودي وسعودية، الوسطية الوسطية الوسطية، فنحن على مفترق طرق، ويجب على كل واحد منّا أن يتقي الله في جميع تصرفاته وأقواله، فإذا اختلفت مع كائن من كان في الرأي؛ يجب ألا أسفه برأيه، ولا أن أجعل بيني وبينه حاجزًا وعداوة، فإما أن أتفق معه أو أن أوضح وجهة نظري دون إجباره عليها، ولا هو كذلك، ليس من حقه أن يفرض رأيه علي الآخرين، فما نراه في أجهزة الإعلام بكل أشكاله من تعدٍ على العلماء والأشخاص الذين نختلف معهم في الرأي لا يرضاه عقل ولا شرع ولا مبدأ، ونحن بما يدور من نقاشات -بعضها ليس محله الإعلام- نشوش على أجيالنا في تربيتهم وعقيدتهم، فلنتقِ الله ونكون مجتمعًا صالحًا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالحسنى. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبارك في صحته وعمره وفكره ذخرًا للأمتين العربية والإسلامية.