كما تتعاون كل دول العالم في مكافحة ما يسمى بخطر الإرهاب ، فإن المأمول من الجميع أن يتعاونوا في سبيل أهداف إنسانية نبيلة تكفل توفير الحماية لكثير من البشر الواقعين تحت سيف الظلم والقهر والاستغلال ، وفي مقدمة هؤلاء طبعا : الأطفال . منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وصلت مرحلة التنسيق بين أجهزة الأمن العالمية حد سقوط الجزء الأكبر من مفهوم الاستقلالية .. ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر تم وضع ميزانيات خيالية تحت تصرف أجهزة الأمن في كل بلاد العالم بغرض مواجهة تهديد ما يسمى بالإرهاب .. لكن ماذا يا ترى عن أخطار ومشاكل الفقر والجوع وانتهاك حقوق الإنسان واستغلال الأطفال بكافة الأشكال ، بما في ذلك الاستغلال الجنسي ؟ في بريطانيا تم الكشف مؤخرا عن أكبر شبكة لاستغلال الأطفال جنسيا . وحسب موقع بي بي سي الإلكتروني ، فقد تمكن فريق دولي بقيادة الشرطة البريطانية من كسر أكبر شبكة لاستغلال الأطفال جنسيا تتكون من سبعين ألف عضو موزعين على عدد من دول العالم ويضيف تقرير بي بي سي أن تنفيذ العملية التي أطلق عليها اسم ( إنقاذ ) استغرق ثلاث سنوات ، وقد قام بالدور المحوري فيها ضباط من مركز حماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت . وعبر مؤتمر صحفي عقد في لاهاي بهولندا ، قال منفذو عملية ( إنقاذ ) إن شبكة استغلال الأطفال كانت تتخفى وراء موقع حواري على الإنترنت مقره هولندا ، وأن أعضاء الشبكة كانوا يدخلون على قناة خاصة باستغلال الأطفال جنسيا ، ويستخدمون النظام الإلكتروني السري لتلك القناة لتبادل الصور والأفلام الإباحية للأطفال . هذه المهمة النبيلة التي قام بها فريق من بعض أجهزة الأمن الغربية ، لا بد وأن تفتح الباب أمام تبني مقترح دولي تحت مظلة الأممالمتحدة ، يضع مكافحة استغلال الأطفال جنسيا غاية له . إن مهمة الأجهزة الأمنية لا تقتصر على مكافحة الجريمة في صورتها التقليدية ، ولا تنحصر في فرض النظام ، ولا يمكن أن تختزل في الحفاظ على ما يسمى بالأمن الوطني . المهمة الأكثر نبلا لأجهزة الأمن هي حماية المجتمع من كافة أشكال الاستغلال الذي ينتهك إنسانية الإنسان . أمن الأطفال وتأمينهم هو أعظم مهمة يمكن أن تقوم بها الأجهزة الأمنية . [email protected]