* اصطبغت السياسة البريطانية بعد حرب السويس 1956م بالسير خلف السياسة الأمريكية، يستوي في هذا المحافظون والعمال، ولقد كانت حقبة «توني بلير» الأكثر وضوحاً في هذا التوجه، وذلك بعد انسياقه وراء إدارة جورج بوش الابن أو ما عرف باسم المحافظين الجدد. مع صعود ديفيد كميرون لرئاسة الوزراء بعد التحالف الذي تم بين حزبي المحافظين والأحرار الديمقراطيين، بدأ كميرون ووزير خارجيته ويليام هيغ Hague بدأ الاثنان التفكير جدياً في الابتعاد عن المسار الأمريكي والاقتراب من المسار الأوروبي وظهر ذلك جلياً في التصديق من خلال مجلس العموم – على معاهدة خاصة بالسياسة النقابية الأوروبية Union- Bill. * بل الأمر تجاوز ذلك بالابتعاد عن سياسة «بلير» في الشرق الأوسط التي كانت تعتبر شراكتها مع إسرائيل أمراً مقدماً على مصالح بريطانيا الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا كان موقف حكومة الليكود المتطرفة في إسرائيل سلبياً من زيارة «هيغ» للمنطقة وذلك بإعلان وزير الخارجية الإسرائيلي بتعليق الاتفاقيات الخاصة بين البلدين، واعتبرت صحيفة الويكلي تلغراف البريطانية «مارس: 16- 22، 2011م» أن هيغ اعتبر أول وزير خارجية بريطاني منذ أمد بعيد يرى بأن منظمة الكومنولث هي المكان الطبيعي والمفيد للمملكة المتحدة مذكراً بنهج رئيس الوزراء البريطاني الراحل ادوارد هيث،ووزير خارجيته لورد هوم 1970- 1974م، * ويتعرض «هيغ» لحملة شديدة من الجناح الذي لا تزال رؤاه في السياسة الخارجية تتطابق مع سياسة «بلير»، ويقود هذا التيار شخصيات تصنفها الصحافة البريطانية ضمن ما يعرف بالمحافظين الجدد New – Conservatives، وتضم كلا من وزير الدفاع ويليام فوكس، ووزير الخزانة جورج أوزبورن، ووزير التربية مايكل جوف، كما أن شخصيات ذات جذور يهودية تتطلع لمنصب «هيغ» مثل سير مايكل ريفكند Rifkind، الذي سبق أن شغل هذا المنصب لفترة قصيرة في حكومة جون ميجور، ويبدو أنه صراع بين تيار الواقعية السياسية بزعامة كميرون هيغ، وتيار التشدد الذي ينزع نحو شراكة مع جمهوريي أمريكا وليكوديي إسرائيل.