نرجو ألا تصاب قوات التحالف الدولي بالحول وهي تسعى لإنقاذ الشعب الليبي الشقيق من الأخ العقيد. نرجو ألا نستيقظ ذات صباح فنجد قوات التحالف قد ضحَّت بأبناء الشعب الليبي كله من أجل أن يعيش أبناء القذافي. لقد بدأت خرائط القصف تشير إلى أن الضربات حققت النجاح في 20 هدفاً وأخطأت في هدفين، وهذا يعني أن الهدفين الخطأ يمكن أن يذهب ضحيتهما 200 ليبي. ومن ثم فإن الخطأ في 4 أهداف أخرى يعني إصابة 800 ليبي وهكذا. وبعبارة أوضح والله من وراء القصد نقول إننا لا نريد معالجة دولية على الطريقة العراقية أو حتى الأفغانية. الشعب العربي بأفراده قبل حكامه يريد إسقاط نظام القذافي الذي انحرف تماماً عن كل ما هو عربي حقيقي، لكنه لا يريد أن تصبح ليبيا مثل العراق أو أن يعاني الشعب الليبي مثل الشعب العراقي أو الأفغاني أو الصومالي. إن الصورة الأولية قد توحي بأن العرب والمسلمين حكاماً ومحكومين ومفكرين وعلماء مع توجيه الضربات والصفعات، لكننا نخشى أن نتفرغ بعد أيام أو أسابيع لتبادل اللوم والاتهامات. ولعل من مقدمات اللبس ما صرح به السيد عمرو موسى مبكراً من أنه لم يكن يقصد توجيه ضربات، ولكن كان يقصد تطبيق الحظر الجوي. أما الشيخ القرضاوي فقد قال: إن العمليات التي تشنها القوات الغربية ضد نظام القذافي تقتضيها الضرورة. ولكنه ضد الإنزال البري. لقد وصل الأمر إلى حد مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” المجتمع الدولي باعتماد خطاب واحد في الشأن الليبي؛ قبل أن يعود عمرو موسى للتأكيد بأنه يحترم قرار مجلس الأمن، ولكنه ضد ضرب المدنيين. وهكذا بمرور الأيام ستبرز الإيضاحات والفتاوى والتبريرات، وبعدها ندخل في مرحلة التلاوم والعتابات، ثم نقترب رويداً رويداً من مرحلة الاتهامات والتخوينات. وباختصار شديد وبعيداً عن النظريات نقول: نرجو ألا تطول المدة، وألا تتسع الساحة فتبرز الاختلافات وتنتشر الفتنة الليبية على الطريقة العراقية، وليدرك قادة التحالف أنه كلما طالت المدة سينتعش العقيد ويكتوي الشعب الليبي من الجهتين بل من كل الجهات.. ميليشيات القذافي براً والقصف الدولي جواً وبحراً. [email protected]