يتهادى قطيع الجمال من ورائه.. يمشي الهوينى.. يجيل نظره إلى الخلف ليرى كم هي مسافة امتداد القطيع.. رأى جمالاً متقاطرة يتبع بعضها بعضًا في ترتيب وتناسق. يجيل نظره في السماء.. يلمح (حدأة) ضخمة تحوم حول القطيع، يعيد النظر فيها مرارًا.. يلمس حومها أكثر حول القطيع.. يستمر في سيره..! يتهادى قطيع الجمال من خلفه.. يبتعد خطوات عن مقدمة القطيع ليرى آثارًا على الرمال غريبة فتحت شهية التساؤل عنده..! فجأة يمد أحد الجمال لسانه يتلمظ به.. حول فمه.. تنقض (الحدأة) فجأة وبسرعة مذهلة لتمسك الجمل من لسانه، ويتعلق القطيع بكامله في السماء في حركة أذهلته.. قطيع جماله طار مع (الحدأة) وهو يرقب الموقف في الأرض مذهولاً تعلوه حيرة ودهشة..! يمد نظره إلى الأعلى حيث القطيع يتهادى في حركة لولبية عجيبة.. فكر ما الحل؟! كيف يسترجع قطيع جماله ويعيده إلى الأرض؟! تأرجح بين ساحات الأفكار.. والحيرة لا تزال تلفه بضبابية رمادية..! تحسس غليونه.. أخرجه من جيبه الجانبي.. أشعل الثقاب في دخانه الأخضر.. تصاعد الدخان عاليًا من الغليون.. واستمر في التصاعد.. أصبح دخان الغليون كثيفًا ومتصاعدًا إلى الأعلى. قفز على الدخان بهمة وسرعة.. شعر أن الدخان يحمله إلى الأعلى رويدًا رويدًا، اقترب من القطيع.. عندما شعرت به (الحدأة) يقترب تركت القطيع.. ولاذت بالفرار..!! حاول أن يقترب أكثر من القطيع، لكن القطيع كان يبتعد عنه متناثرًا.. تفرق قطيع الجمال في الفضاء.. غامت الرؤية في عينيه.. هو الآن معلق في الفضاء.. تساءل كيف سيهبط إلى الأرض؟ ومَن الذي سيعيده إليها؟ استغرقه السؤال وهو في حالة تيه وضياع في الفضاء الواسع المترامي الأطراف..!! نظر -من جديد- في الفضاء حوله، وجد أن قطيعه يتفرق في الفضاء البعيد، كل جمل ذهب في اتجاه في تيه واضح، أحسّ أنه سيذهب هو الآخر في تيه لا يعرف اتجاهه، ولا كيف ستكون نهايته..!!