قرر وزراء الخارجية العرب أمس، تفويض مجلس الأمن بفرض منطقة حظر جوى على حركة الطيران العسكرى الليبى، وتحمل مسؤولياته ازاء تدهور الأوضاع فى ليبيا، واقامة مناطق آمنة فى الأماكن المعرضة للقصف، كما قرر الاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى، مؤكدا أن استخدام القوة ضد المدنيين يفقد النظام الليبى شرعيته. وأكد الوزراء العرب في بيان لهم في ختام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية مساء أمس، على فتح قنوات للحوار والتعاون والتواصل مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي وتوفير الدعم العاجل والمستمر للشعب الليبى وتوفير الحماية اللازمة له إزاء ما يتعرض له من انتهاكات جسيمة، وجرائم خطيرة من جانب السلطات الليبية الأمر الذي يفقدها الشرعية. رأس وفد المملكة إلى الإجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وجدد مجلس الجامعة العربية التزامه بالحفاظ على وحدة الأراضي الليبية والسلم الأهلي وضمان سلامة وأمن المواطنين الليبيين والوحدة الوطنية للشعب الليبي واستقلال وسيادته على أرضه ورفضه لكافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا مؤكدا على أن عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء هذه الأزمة سيؤدى إلى التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية الليبية. وقال عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية فى مؤتمر صحافى مشترك عقده عقب انتهاء الاجتماع مع وزير خارجية عمان يوسف بن علوى رئيس مجلس وزراء الخارجية إن التعامل مع المجلس الوطنى هو اعتراف عملي به، مؤكدا ان قرار مجلس الجامعة بفرض حظر جوى على الأجواء الليبية لا يعنى التدخل العسكرى الأجنبى بأى حال من الأحوال. وأوضح موسى انه فيما يتعلق بموضوع الحظر الجوى فانه يركز بالأساس على عمليات تشويش تمنع اصطياد المدنيين وتحديد الأهداف بدقة، وقال: تحدثنا عن هذا كإجراء وقائى لحماية المدنيين. وردا على سؤال حول موقف مجلس الجامعة العربية من بقية الدول العربية التى تعانى نفس الظروف التى تمر بها ليبيا، قال بن علوى: نحن ضد أى تدخل أجنبى فى شان عربى، وما نحن بصدده هو الوضع فى ليبيا حصرياً. وأردف: لم يتطرق الاجتماع إلى أى دولة أخرى، لأن الأمر فى ليبيا وصل إلى مرحلة يتطلب فيها الموقف دورا لمجلس الأمن. وردا على سؤال “المدينة” حول ما إذا كان مجلس الأمن سيطلب من دول عربية المشاركة فى تنفيذ الحظر الجوى على ليبيا، فما الموقف، وكيف سيتم إجلاء الرعايا العرب الموجودين فى ليبيا، قال موسى إن “هذا الأمر لا يتعلق بالجامعة العربية ولكن سيكون متروكا للدول العربية كلا على حد ولم نناقش ذلك”. إلى ذلك، استخدم النظام الليبي الطيران مجددا أمس ضد الثوار. وفيما يتقدم الموالون نحو الشرق على طول الساحل الليبي ويصدون المتمردين، توعد سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي بخوض الحرب "حتى النهاية"، معربا عن ثقته في ان القوات الحكومية ستنتصر. وقال سيف الاسلام القذافي لمراسلي صحف ايطالية: سينتهي كل شيء في القريب العاجل، مؤكدا ان قوات النظام استعادت حتى الان 90% من البلاد. واضاف ان “هؤلاء الارهابيين لا يتحدثون عن الديموقراطية وانتخابات وقيم، انهم فقط ارهابيون”. من جهة ثانية، التقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في القاهرة امس وزير الخارجية المصري الدكتور نبيل العربي، وذلك قبل بدء أعمال الاجتماع الطاري لوزراء الخارجية العرب. وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر والتشاور حول تطورات الأوضاع في ليبيا والخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع التطورات الراهنة بهدف حقن الدماء والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية باعتبار ذلك الموضوع الرئيس على جدول أعمال الاجتماع الطاريء لجامعة الدول العربية.