فوز فريق توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي على فريق إي سي ميلان الإيطالي ضمن بطولة الأبطال ، هو دليل جديد على تعمق الهوة بين الكرة الإنجليزية ونظيرتها الإيطالية . توتنهام الذي احتل المركز الرابع العام الماضي ويحتل المركز في لائحة ترتيب فرق الدوري الإنجليزي في الموسم الحالي ، استطاع أن يقصي إي سي ميلان وصيف البطل في الموسم الماضي ، ومتصدر لائحة ترتيب الدوري الإيطالي بفارق خمس نقاط عن غريمه إنتر ميلان حتى الآن . الملفت أن توتنهام استطاع أن يقصي متصدر الدوري الإيطالي وصاحب الخبرة العريضة في دوري الأبطال ، بفارق النقاط وليس بفارق الأهداف . أي أن ميلان لم يستطع أن يحصل إلا على نقطة واحدة من مباراتين جمعته بتوتنهام حصدها من تعادله الأخير مع منافسه . ولعل عدم قدرة ميلان على هز شباك منافسه الإنجليزي طوال مائة وثمانين دقيقة ، هو مؤشر آخر على تفوق الفريق الإنجليزي الذي يحتل المركز الخامس ضمن دوري بلاده . وإذا ما أضفنا إلى ما سبق خروج نادي روما من نفس الجولة في نفس المسابقة على يد منافسه الأوكراني شاختار دونتسك بعد أن هزم في مباراتي الذهاب والإياب معا ، فإن ذلك يوضح مدى المأزق الذي تعيشه الكرة الإيطالية التي لم يعد لها من يمثلها في دوري الأبطال سوى فريق الإنتر الذي سيلعب مباراة الإياب ضد منافسه الألماني بايرن ميونخ بعد أن نجح الأخير في الظفر بنتيجة مباراة الذهاب على ملعب سانسيرو . كل ما فعلته الفرق الإيطالية حتى الآن وبعد خمس مباريات خاضتها ضمن دور ثمن النهائي ، هو حصد نقطة واحدة فقط . أما على صعيد الأهداف ، فقد سجلت الفرق الإيطالية الثلاث هدفين من خمس مباريات في حين تلقت شباكها ثمانية أهداف . وهي نسبة تعكس واقعا مخيفا خصوصا إذا ما قارنا وضع الفرق الإيطالية الثلاث بوضع ممثلي ألمانيا في دور ثمن النهائي لمسابقة دوري الأبطال . الكرة الإيطالية في رأيي تحتاج إلى فكر جديد يحرك الدماء التي بدأت تتجمد في العقلية الكروية الإيطالية . وهو ما لن يحدث إلا بالاعتماد على سياسة تتسم بالانفتاح تجاه المدارس الكروية المختلفة في العالم .. أو بمعنى آخر بالاستعانة بمدراء فنيين من دول مختلفة ومنحهم الثقة الكاملة لإثراء العقلية الكروية الإيطالية بفلسفات جديدة . ليس هناك حل آخر .