لستُ ازعم ان مساء الثلاثاء في قاعة النادي الادبي بالأحساء حيث القيت محاضرتي كانت في حشد شعبي او نخبة ثقافية شاملة لكل الطيف الاحسائي , لكنها كانت ليلة اعلان وطني كسر حاجز الصمت ليتحول ذلك القلق الى الانطلاق الى رؤية الضوء واضح في آخر النفق والمهم انها رؤية تهدي وتستهدي للدولة والمجتمع ..ان مفاهيم الوحدة راسخة بين الطائفتين وبين المجتمع المدني الاحسائي والوطن دولة وشعبا وان العمق التراثي والمخزون المعرفي لا يزالان يحملان حكمة الرجل الاحسائي القديم منذ الانسان الاول وفي قمة تاريخ الحياة الفكرية حيث حكمة جواثا وقرارها بالوحدة مع سيد الانبياء والمرسلين . لم يكن الحديث لمهنا الحبيل ولا للمادة المعرفية التي عرضها انما كان لمنظومة الفكرة واستراتيجية الوعي بينه وبين الحضور وبين المتداخلين من المواطنين وهنا فقط نقول للتعريف من ابناء الطائفتين دون فرز او تعيين لان اول لغة العزم على تصحيح الخطاب ان ننطلق الى التعريف الوطني الجامع وليس الطائفي وان اضطررنا اليه لهدف نبيل فسيبقى عارضا لا دائما . ان المدخل كان التاريخ الحضاري كزاوية مركزية تعني تماما ما جاء في العنوان – الاحساء والادوار التاريخية زاوية حضارية – ولان التاريخ هو مقياس مهم للاستزادة من الدرس الايجابي وتجنب المزالق السلبية كان هو كذلك في ورقتنا ...والمهم ان الخلاصة الحضارية التي لا تنتهي الى استفادة شعب المنطقة منها فهي مهدرة او غير مفهومة ...ان الحكمة التي قادت اوروبا الى الخروج من تاريخ طاحن لم تأت من خلال استدعاء الصراع بل من حيث معنى اندماجهم الديمغرافي وماذا يعنيه صناعة الانسان والحضارة الجديدة لمصلحة ساكني أي قطر حين يفرون بمنطق الشراكة لا منطق الصراع . وهي كذلك حين تخرج في أي بلاد الدنيا من قصة استنساخ ما يجري من وراء نوافذها المحيطة ليتحول الحذر والحكمة الى استدعاء جنوني الى نقل كوارث الجيران او مصائب البلدان الى حيث ارضك ..؟ فيما يقرر اصل النص الشرعي والحكمة العقلية انك تسعى لإطفاء حريق جارك والى الاستهداء بالتوجيه الرباني والحكمة اليقظة كي تنجو سفينتك . لقد كان الجميع متفقا على مخزون التعايش لكنه معترض على المصطلح كما قال د سعد الناجم واشار م عبد الله الشايب واضاء حوله الشيخ عبد الاله العرفج والشيخ محمد الحرز ..لماذا الاعتراض ..؟ لان الجميع يشعر ان بقاء ترديد مستوى هذا المصطلح هو حالة هشة فيما المطلوب الشراكة الوطنية الجامعة الفاعلة التي تتجاوز عقيدة السلم الاهلي وضروراتها الى صناعة الحضارة المعرفية في ضمير الانسان الموحد . لم نكن نغفل الاشكاليات الضخمة للعلاقة ولا للوضع العام وقفنا مع الواقع باعتراف بالغ وسجلنا بوضوح ما يجري في المحيط لكن الجميع تساءل ثم هتف.. لماذا نصر على تكرار الطريق ..لماذا لا نكسر تتابع الاصرار على الصراع كما كسرت عبد القيس حالة الخليج وعمق الجزيرة وتقدمت لخطاب الوحدة والايمان والفضيلة ...اتفقنا جميعا ان الطريق طويل لكن المهم قرار العزيمة . هناك مدخل وهو مخرج ان فهم لابد ان نطرحه بصراحة كما فعلنا في المحاضرة...الطائفية ليست خطابا للتنمية ولا للشراكة الوطنية ..العمل الوطني لابد ان يخرج بمصطلحات واسعة الفهم والشراكة وحدوية المضمون والعطاء ..ولماذا لا نتفق فقد اتفقنا جميعا اننا عرب واننا ننتمي للعمق الوحدوي لهذه الدولة نحن التاريخ والجغرافيا الطبيعية نحن الحجاز ونجد نحن الجنوب والشمال الوحدة عندنا فريضة لن نتنازل عنها. اذن فلننطلق للتاريخ ونحن شركاء مع الدولة وهي شريكة معنا وابجديات الوعي السياسي تقول حين يتحول الفقه الوطني الى ورشة عمل تتسلم ما يخصها من استحقاق طبيعي لثروتها وتنميتها انسانا وارضا فالجميع لا يلتفت الى المعارك الجانبية يبقى هنا التجاوب مع هذا الطموح ننتظر بأمل لكي نبدأ العمل . mohanahubail@hotmail. com