اختلف كل من عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله الخنين وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام الدكتور صالح العصيمي حول عمليات التجميل للرجال، فمن جانبه اعتذر الشيخ عبدالله الخنين بأنه لا يستطيع الحديث في هذا الموضوع؛ لأن الجهة المسؤولة عن الإجابة هي اللجنة الدائمة للإفتاء بعد أن تقوم بدراسة الموضوع، ومن ثم تجيب عليه، مبينًا أن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة مستفيضة قبل الحكم عليه. في حين عد الدكتور صالح العصيمي التغيير في خلقة الله من الكبائر المنهي عنها مستدركًا بالقول إنه لا حرج في الأصل على التجمل سواء للمرأة أو الرجل، لكن بشروط وضوابط وأهمها في المقام الأول عدم تشبه الرجال بالنساء والعكس كذلك، فالتجمل لا يعني تشبه الجنس بالنوع الآخر، والأمر الثاني الذي من المفترض مراعاته في هذه المراكز ألاّ يكون فيها تغيير لخلق الله، وكثير من الناس لا يفهم في هذه القضايا، وأن بها تغيير خلق الله. وأضاف التميمي: بعض الناس يقومون بإزالة بعض المعالم من أجسادهم كأن يقوم شخص يعاني من السمنة بربط معدته حتى لا يصاب بالأمراض أو لتخفيف وزنه من أجل المحافظة على صحته العامة، فهنا لا مشكلة في ذلك لأن المراد من هذه العملية المصلحة العامة للجسد، وليس التجمل المنهي عنه، وتغيير خلقة الخالق. أما إذا كان مقصد صاحب العملية هو الشكل الخارجي فقط، فالحرج يكمن هنا لأنها تدخل في تغيير خلقة الخالق. وشبه التميمي ما تقوم به مراكز وعمليات التجميل بصبغة الشعر وقال: عندما يقوم شخص ما بصبغ شعره الأبيض باللون الأسود، فإن هذا قد يكون تغييرًا لخلق الله فتغيير هذا البياض إلى سواد قد يعني إرجاع الشخص إلى سنين شبابه، فهذا الصبغ منهي عنه، ومع أن اللون الأبيض قد لا يكون مريحًا للعين، إلاّ أنه من الأنسب تغيير لون الشعر بوسائل مختلفة منها الحناء التي تزيل لون البياض، ويصبح منظر الشخص مناسبًا، ولم يخفِ خلقة الله. واختتم التميمي حديثه بالقول: تغيير خلقة الله من الكبائر المنهي عنها، فلو كان الرجل كبيرًا في سنه، وأراد شد وجهه فهنا أراد تغيير خلقته، وهذه من الكبائر، لكن إن كان شابًا وأراد أن يشد وجهه لأن شكله يوحي خلاف عمره فهنا لا بأس في هذا، وكذلك لو أخذنا مثالاً لفتاة ذات 7 سنوات، وأرادت إخفاء صدرها الكبير؛ لأنه غير ملائم لجسدها فهنا لا مشكلة.