لايزال مشروع تطوير المنطقة التاريخية وسط حي البلد في محافظة جدة مستمرًا، حيث تتواصل أعمال التبليط والإنارة في شوارع الندى، قابل، العلوي، وعدد من الشوارع التاريخية المتداخلة، ولكن ببطء شديد، ممّا أضر بأصحاب المحال التجارية بسبب الركود الذي أصاب حركة البيع والشراء. ووصف عدد من المتضررين الذين تحدّثوا ل“المدينة” العمل في المنطقة التاريخية ب“العشوائي”، حيث استغرق وقتًا طويلاً، ولم ينجز بعد، والأدهى من ذلك أن البلاط الحجري الذي استخدم في بداية المشروع وغطى مساحة واسعه من منطقة العمل أزيل بالكامل واستبدل بنوع آخر. ويشكو كثير من رواد وأصحاب المحلات التجارية في شارع قابل من توقف العمل لاكثر من ثلاثة ايام فيما استمر وجود الدمار والآليات والاحجار في عرض الشارع متسببة في عرقلة حركة الناس والسيارات، وبالتالي التأثير سلبًا على حركة البيع والشراء، في حين لا تستطيع آليات وسيارات الدفاع المدني الدخول إلى الحي في حال حدوث حرائق لا سمح الله. أصحاب المحلات يشتكون وقد رصدت “المدينة” خلال جولة ميدانية في المنطقة التاريخية بعض اصحاب المحلات وهم يقومون بتعديل الوضع ورص البلاطات واكمال العمل بأنفسهم امام محلاتهم لتسهيل دخول الزبائن إلى المحلات. محمد علي عنتر القائم على مسجد الزاوية القديم بشارع قابل أوضح أن توقف العمل تسبب في إعاقة دخول وايتات المياه ممّا جعل المسجد بدون ماء لاكثر من ثلاثة أيام. واشار الى خطر الحفريات على المارة، مطالبًا بتسريع العمل لانجاز هذا المشروع والتنظيف اولا باول بعد الانتهاء من العمل يوميا. إغلاق محلات اضطراريًا وذكر محمود ناجي احد اصحاب المحلات أن الكثيرين من اصحاب المحلات المجاورة له عجزوا عن دفع الايجارات بسبب ركود حركة البيع والشراء؛ ممّا دعاهم الى اغلاقها، مشيرًا الى ضرورة العمل وفق آليات معينة، وإلا فلن ينتهي العمل هنا (في اشارة الى توقف العمل وبطئه). واضاف: نحن نعيش في هذه الايام ما يشبه الاحتضار في حركة البيع والشراء التي تشهد ركودًا غير مسبوق ولم نشهده من قبل، وبالطبع لن يأتي الناس لكي تتسخ ملابسهم من اثر الاعمال المتواصلة، ويتعرقلوا بركام المخلفات الموجودة في الموقع. إشادة وانتقاد وفيما اثنى كل من علي ومحمد صالح وحسن العبدلي على نوعية الاحجار التي بدأ استخدامها مؤخرًا مؤكدين انها افضل بكثير من النوعية الاولى التي لا تصلح لسير العربات وتعرقل حركة المارة لخشونتها، انتقد عبدالرحمن الكعبي (أحد المسنين بالحي ويعيش بمنطقة البلد منذ 47 سنة) حجم الاحجار، مشيرًا الى انها صغيرة جدًا وتستغرق الكثير من الوقت وكان الافضل استخدام أحجار بحجم أكبر (متر × متر). العمل لم يتوقف إلى ذلك يؤكد المشرف الميداني على العاملين بالموقع مرتضى زين ان العمل لم يتوقف ولازال مستمرًا في منطقة العلوي وبقية مناطق العمل، غير أنه أرجع توقفه في شارع قابل إلى تعطل ناقلات الاحجار التي يتم جلبها من الخارج، لافتًا إلى أنه تم اصلاح العطل ومن المفترض وصولها خلال في أي لحظة. 7 أشهر لإنجاز المشروع وأكدت مصادر مطلعة بامانة محافظة جدة ل “المدينة” أن العمل في المنطقة التاريخية سينتهي خلال سبعة اشهر تقريبًا على الوجه الاكمل، مشيرة الى استمراريته على مدار الساعة، ومشددة على أنه لم يتوقف سوى ليومين فقط بسبب نقص الاحجار المستخدمة للتبليط. وعن الاستمرارية في تغيير نوعية البلاط أوضحت المصادر انه لم يتم التغيير سوى مرة واحدة بسبب سلبية النوعيه الاولى والانتقاد المستمر لها من قبل أصحاب المحلات ومرتادي المنطقة، وتم تغييرها إلى نوعية افضل من أجل راحة الجميع. ----------------------------- المجلس البلدي: التنسيق مستمر مع الجهات المختصة قال عضو المجلس البلدي بجدة بسام أخضر ان المجلس اجتمع اكثر من مرة بشأن تطوير المنطقة التاريخية مع اكثر من جهة منها الامانة، الدفاع المدني، شركة المياه الوطنية، وشركة الكهرباء، وتم الخروج باكثر من توصية اعتمدتها أمانة محافظة جدة. وبين أن العمل في المشروع يسير حاليا كما يجب، مشيدًا بجهود الامانة في رصف وتبليط وتطوير المنطقة التاريخية. ----------------------------- الدفاع المدني: شبكة إطفاء الحرائق في مراحلها النهائية اوضح العميد عبدالله جداوي مدير ادارة الدفاع المدني بمحافظة جدة ان آليات الدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة اثناء مباشرتها للحرائق في منطقة البلد، وتحديدًا في المنطقة التاريخية نظرًا لضيق المنافذ والاعمال المستمرة بالحي. وقال: تم الرفع لأمانة محافظة جدة بهذا الشأن منذ خمس او ست سنوات من أجل عمل مشروع شبكة مياه تغذى من خزانات داخلية للحي لحماية الناس والمساكن من الحرائق، بحيث يتم دخول عناصر الاطفاء بالدفاع المدني ومباشرة اطفاء الحريق فورًا، وبالفعل تم التجاوب من جانب الأمانة وبدا العمل فورًا بالمشروع ومن المفترض ان يكون الآن في مراحله الاخيرة.