· نحن في حاجة ماسة للكتابة الصادقة أكثر من ذي قبل وأعمق من ذي قبل وأدق من ذي قبل لأن للكتابة في هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ أهمية خاصة ، هذه المرحلة التي لم تعد فيها الثورة مفردة عادية تحمل تاء التأنيث بقدر ما هي حقيقة لواقع مملوء بالكثير من المآسي لرؤساء لم يكتشفوا مآسي شعوبهم وخيباتهم الوطنية مع أنظمتهم إلا بعد الثورة ، هذه المفردة التي قامت بطريقة خفية وتحولت إلى واقع مأزوم ومن ثم انتشرت عدواها بين الشعوب بطريقة لا تختلف عن انتشار فيروسات الأمراض المعدية ومن تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى ...... ليصل الجنون إلى ما لانهاية ويبلغ الجرح سن الرشد والكارثة أن كل الذين جاءوا بعد تونس كانوا لا يتوقعون أن تصل إليهم ولا علم لي إن كانت الحكاية تفاؤلا أم سذاجة وحين وصلت كانت المفاجآت التي أربكت الخطط فكانت اكبر من قدرتهم على التخلص منها لدرجة أنها تركتهم في حيرة وجعلت من قرارات البعض حكايات مفزعة وبقدر ما كانت هناك تضحيات وخسائر في الأرواح بقدر ما هناك منجزات تحققت للشعوب التي لم تكن تحلم بأكثر من كلمة حرية ....،،،، · دعوني أقل لكم شيئا من خلال ما يحدث في ليبيا التي تعيش اليوم معاناة حقيقة مع كل الحياة كما يعيش شعبها معركة مخيفة بين نظام يرفض أن يغادر وبين شعب يريد أن يتخلص من الرق والعبودية التي عاشها لفترة تزيد عن اثنين وأربعين عاما ،اعتقد أنها فترة غير قصيرة هي بالنسبة للشعب بينما هي ليست سوى برهة بالنسبة للنظام الذي لو لم تكن الثورة لتمنى ان تمتد وتمتد ليبقى وتبقى التعاسة للأبد ،هذا النظام الذي ما يزال يقاتل مواطنيه ويقف بزهو على جروح ليبيا التي تودع يوميا آلافا من رجالها الشرفاء ونسائها الأوفياء وأطفال لم يقترفوا ذنبا أبدا غير أنهم ملوا الظلم والتسلط وكرهوا الجنون وحين حاولوا التخلص من السلطة التي تفننت في تعذيبهم جاءهم العذاب من كل مكان وهم اليوم لا يكترثون بالموت وحلمهم في ان تنتهي الثورة بسقوط النظام الذي ما يزال يلعب بالنار فأحيانا يهددهم بالقتل والدمار وأحيانا تجده يحاول أن يحتوي مشاعر الغضب بعاطفة ساذجة وأفكار غريبة من خلال تقديم مكافآت مالية بالدولار وزيادة في المرتبات بنسبة تفوق ال 150% ولأن الشعب الليبي أراد الحياة هو اليوم يرفض كل ما يقدم له ويصر على الخلاص من النظام بينما كان في زمن مضى يتمنى الزيادة في المرتبات ولو بنسبة 1% فهل يعقل ان يرفضها اليوم وهي تأتيه بزيادة 149% بالتأكيد يرفضها لأنها جاءت متأخرة جدا ومن حقه ان يفعل ليس إلا من اجل الحرية ....،،،، · خاتمة الهمزة ...الديكتاتورية والتسلط والظلم والفساد هي مفردات كريهة ونتنة وقبل الختام أقول ...يارب...يارب ..يارب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا ...هذه خاتمتي ودمتم ...،،، [email protected]