شكا عدد من سكان محافظة جدة وبصفة خاصة في جنوبها وشرقها، من تراكم أكوام النفايات أمام منازلهم، وطالبوا “الامانة” بسرعة علاج هذه المشكلة، منتقدين سكوتها على تقصير الشركة المسؤولة عن نظافة جدة وعدم معاقبتها على تدني مستوى أدائها. وفيما حذّر خبير وأكاديمي متخصص من تفاقم الوضع البيئي بجدة وارتفاع مستوى التلوث عن ذي قبل، اكتفى وكيل الأمين للخدمات المهندس علي القحطاني بالتأكيد على أن الأمانة تضع النظافة في مقدمة أجندتها، دون أن يتطرق لما وصفه المواطنون ب “السكوت على قصور الشركة المعنية”. "رفيق الليل" بداية تحدث ل “المدينة” محمد سعد البقمي قائلا: مدينة جدة عرفت البعوض منذ فترة طويلة رفيقًا ليليًا يتناوب مع الذباب في مضايقة سكانها ليلا ونهارًا، ويزداد نشاطه بعد هطول الأمطار، لكثرة المستنقعات المائية، ولم يكن الناس في ذلك الوقت يأبهون لها، وكانوا يتأهبون لها بوضع الناموسيات للكبار والصغار اتقاء لإزعاجها وقرصها. عمليات الرش محدودة ويضيف هاني اللحياني: أحياء شرق الخط السريع تتكدس فيها النفايات بشكل لافت للنظر، مما تسبب في انتشار مزعج لأسراب الحشرات، ذلك أن عمليات الرش التي تقوم بها الفرق التابعة للأمانة قليلة ولا تكاد تذكر، وأكوام النفايات تحدث عن نفسها، أما الروائح الكريهة فحدث ولا حرج لدرجة أننا لم نعد نشعر بها لأن أنوفنا اصبحت تألفها. وزاد: في اعتقادي أن هذه المواقع من محافظة جدة مصابة بتلوث كبير جدًا، وهي تمثل خطرًا واضحًا يهدد جميع السكان ليس في الجنوب أو الشرق بل في جميع أحياء جدة. من جانبه قال الخبير وأستاذ البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي: إن الوضع الحالي لمستوى التلوث في محافظة جدة يتطلب وقفة عاجلة، حيث ارتفع عن ذي قبل وأصبحت جدة على رأس أكثر المدن تلوثا في العالم، وعلى الجهات ذات العلاقة أن تتنبه لهذا الوضع الذي يهدد الجميع قبل فوات الأوان. وأضاف: النفايات المنزلية والتي تقدر بحوالى مليون م3 يوميًا يتم ردمها والتخلص منها بطرق غير صحيحة وغير صحية بل إن وضعها الحالي ساهم في رفع مستوى التلوث بجدة، والجميع الآن يلاحظ تلك الروائح الكريهة التي تنبعث ويستنشقها السكان خصوصًا في ساعات الصباح الباكر، بالإضافة إلى أن عمليات الردم ودفن النفايات في وضعها الحالي وبكميات كبيرة شكّل مشكلة أخرى ستكون تداعياتها مزعجة جدًا، كما أن وجود الابر الملقاة في النفايات يمكن أن يتسبب في إصابة أي شخص يدوس عليها بمرض نقص المناعة المكتسب “الايدز”، ورغم أن هذا احتمال ضعيف ولكنه وارد خصوصا إذا ما كان هناك أطفال يلعبون بجوار النفايات. وبيّن أن النفايات الطبية في جميع انحاء العالم يتم تعقيمها أولا عبر حاويات وضواغط كبيرة تحت درجة حرارة عالية جدًا تصل إلى ما فوق 200 درجة تحت تأثير البخار، ومن ثم يتم إتلافها في محارق خاصة درجة حرارتها لا تقل عن 1200-1400 درجة ولا يتم إتلافها في الهواء الطلق، وما لم يتم ذلك فسوف يتصاعد غاز البايكسين وهو عبارة عن مركبات كيميائية ويعتبر المسبب الأول للسرطان. اما بالنسبة للنفايات المنزلية فإن 15% - 20% من محتواها عبارة عن مخلفات صناعية من بطاريات وبلاستيك ومعادن وخلافها والبقية مركبات عضوية. من جهته قال وكيل الامين للخدمات المهندس على بن محمد القحطاني : إن “الأمانة” تضع النظافة في مقدمة أجندتها من أجل تقديم الخدمات التي تسهم فى الحصول على رضا المواطنين، لذا وضعت النظافة ضمن أولى أولوياتها واهتماماتها. وأبان أن خير من يعرف مشاكل جدة هو القطاع الخاص وهو ما يتطلب مشاركته لنصل معًا إلى الهدف الذي نصبو إليه جميعا وهو الوصول بعروس البحر الأحمر نحو العالم الأول في ما يتعلق بالنظافة، والهدف هو التعرف على مشاكل جدة من ناحية النظافة وتوضيح حجم الجهود المبذولة للقضاء عليها، وتحسين أوضاع النظافة آخذين بعين الاعتبار ظهور أنواع من المشاكل تمثل تحديات لا تستطيع الأمانة أو إدارة مشاريع النظافة مواجهتها دون الجهود المشتركة مع القطاع الخاص وبعض الجهات الحكومية والأمنية، وطالب كافة شرائح المجتمع بالتفاعل والإسهام لتحقيق الهدف من المبادرة. بدوره قال مدير عام مشاريع النظافة بالأمانة المهندس محمد بن عبدالله الغامدي: إن ما تقوم به البلديات الفرعية من دور كبير لن ينجح إلا بتفاعل كافة شرائح المجتمع مع الأمانة. وأشار إلى الجهود المبذولة لتطوير جهاز النظافة وآلياته وتقنياته وأساليبه بعد وضع الاستراتيجية التي تتبناها الإدارة والتي تعتمد على تحقيق رضا السكان من خلال سرعة التجاوب والاستجابة لما يرد من بلاغات بشأن النظافة وتقنين آليات الرقابة وتطبيق اللوائح المعتمدة من جانب وزارة الشؤون البلدية والقروية مع المحلات التجارية. وأوضح أن الإدارة العامة لمشاريع النظافة تهدف إلى الحفاظ على مستوى نظافة المحافظة من كل ما يشوبها، لافتا إلى أن ما تقوم به الشركات العاملة في مجال النظافة يخضع للرقابة من جانب إدارته وكذلك الإدارة العامة للرقابة التجارية وإدارة برنامج الدمارات والبلديات الفرعية. وأضاف أنه تم ترميز الحاويات وتحديد حركة المسار لضمان سرعة العمل على إزالة ما بها من مخلفات بالإضافة إلى وضع الأسواق التجارية تحت دائرة الاهتمام من خلال إضافة سلال لإلقاء المبعثرات بها بدلا من رميها عشوائيا.