ذكرت عكاظ (الجمعة 18 فبراير) أن وزارة النقل الموقرة قد أنهت وضع استراتيجية خدمة النقل العام في مناطق عبر إقرار المخططات العامة لمواقع ومحطات ونقاط سير مشاريع القطارات الخفيفة والحافلات. وأوضح وكيل الوزارة د. عبد العزيز العوهلي أنه تم إنجاز المرحلة الأولى من مخططات ضمن مدن هي الرياضوجدة والمدينة المنورة وجازان وبريدة. طبعاً لم توضح الوزارة آلية وضع هذه الأولويات، فهل بريدة مثلاً أهم من الدمام ازدحاماً وسكاناً. دعك من هذا، ودعونا نبارك لوزارة النقل استيقاظها من غفوتها العشرينية الطويلة، إذ حال المواصلات العامة في داخل مدننا الكبيرة والصغيرة مأساة بكل المقاييس، فهي ليست سيئة فحسب، ولكنها غائبة تماماً إلا من مناظر مؤذية لحافلات مستهلكة عمر أحدثها يزيد عن 25 سنة. وعند السؤال يأتيك الرد المضحك: إنه الامتياز الخاص بشركة النقل الجماعي التي يرأس مجلس إدارتها أحد مسؤولي الوزارة. أي أن الوزارة تحمي مصالحها الخاصة في الوقت الذي كان من الأجدى أن تهتم بالمصالح العامة، وأن لا يكون لها أي ارتباط بشركة عامة أو خاصة تجنباً لاحتمالات تضارب المصالح وابتعادا عن شبهات سوء استغلال السلطة. ولا يزال السؤال قائماً: لماذا استغرقت الوزارة كل هذا الوقت؟ قرابة 3 عقود لوضع ما أسمته (إستراتيجية). وهل النقل داخل المدن يتطلب (إستراتيجية)؟ في نظري أن ذلك يدخل في باب (ابتذال) هذا المصطلح وإقحامه في كل صغيرة وكبيرة دون سبب واضح! ولماذا يوكل الأمر إلى وزارة النقل تحديداً، مع أنه شأن محلي وبلدي، يخص كل مدينة بعينها! هذه السياسات الشمولية يجب أن تُحال إلى متاحف التاريخ، فهي أولاً (معطلة) لعجلة التطور والتحديث، وهي ثانياً (نظرية) في الغالب، ولذلك يمكنني أن أتحدى بسهولة على مليون ريال أخرى أن تم تنفيذ شيء منها في القريب العاجل. متى يا (جماعة) نلقي خلف ظهورنا بهذه الممارسات (التراثية) القديمة، وبهذه النظريات (الديناصورية) المتكلسة؟! متى نطلق كوامن الإبداع في أنفسنا، وفي مدننا، وفي مجالسنا البلدية، وإداراتنا المحلية، كي نتنافس بشرف ونتسابق بإبداع ونحسن الأداء باحترافية ومهنية!! متى... متى... متى!!