قال الضَمِير المُتَكَلّم : يُحكى أن أعرابياً يقود ( إِبِلَه ) وحيداً في صحراء قاحلة لا إِنْس فيها أبداً ولا جَانّ ، وبينما هو يسير قام بفعلة مشينة، و فجأة رأى رجلاً منه يقترب ، وينهره : ما هذا ؟ ماذا تصنع ؟! رددها بِغَضَب ! فقام الأعرابي مرتبكاً باكياً معتذراً ( بأنّ الشيطان قد أغواه ) ، فضحك الرجل الغريب قائلاً : ( أنا الشيطان ، ولم تخطر ببالي فعلتك هذه مطلقاً يا إنسان !!) حكاية أخرى معاصرة كنت شاهدها ؛ فقد كان مجموعة من الشباب يلعبون كرة القدم ، وهنا انفرد أحدهم بمرمى الخصم ، ولكنه برعونته قَذف بالكرة بعيداً عن الهدف ؛ فرجع إلى زملائه في الفريق معتذراً بأنّ الشيطان أيضاً قد أغواه !! غَلْبَان أيها الشيطان لقد أصبحت عندنا أنت وأعوانك صُنّاع الفشل وذريعته ، وأنت كذلك المتهم الوحيد في ارتكاب جرائم الفساد التي يقع بها بعض المسئولين !! يسلب مسئولٌ ( ما ) اموالا ، وتثبت عليه التهمة لدى الجهات المختصة ، ولكن لأنه رجل صالح ، والشيطان هو من أجبره على جريمته يتم التستر عليه ، وتكريمه بأن يستقيل من منصبه يرتشي آخر بملايين الريالات ، والجهات المختصة تبصم على ذلك ؛ والنتيجة لا يُعَاقَب ؛ لأنه ليس مُدَانَاً ؛ فالمجرم الحقيقي هو ذلك الجانّ الذي بعثه له الشيطان ، يخطئ مسئولٌ في حق وطنه ، وحتى لا يقع تحت طائلة القانون العادل يتهم الشيطان بأنه قد سَحره ( والعين والسّحر حق ) !! أعزائي لا تسألوا عن مسئولي وهوامير العالم الغربي لماذا يُعَاقبون في حال ارتكبوا الأخطاء ؟! فالأسباب صريحة وواضحة ؛ فالمسئولون عندهم بشرٌ يخطئون ويعاقبون ، والشياطين لديهم مستقيمة فليس فيها وسواس ولا خنّاس يلعب في الناس !! أما بعض المسئولين عندنا فهم يعتبرون انفسهم ملائكة لا يخطئون أبداً ، وما يرتكبونه من تجاوزات في حق الوطن والمواطن هي من وحي إبليس الخبيث ؛ فالواجب حملة وطنية لمكافحة الشياطين الملاعين ؛ وحماية المسئولين الحلوين ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .