وقعت صدامات بين متظاهرين مطالبين بتغيير النظام في الجزائر وبين شباب يرددون شعارات تدعم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أثناء مسيرة دعت إليها التنسيقية الوطنية من اجل التغيير والديمقراطية أمس. وحاول 300 متظاهر الخروج في مسيرة للمطالبة بتغيير النظام في الجزائر انطلاقا من ساحة أول مايو (الوئام)، لكن إصرار الشرطة على منع المسيرة غير المرخصة، أدى بالمتظاهرين إلى التجمع بحي “بلكور” المحاذي للساحة ثم محاولة اختراق الطوق الأمني. وقامت قوات الشرطة مدعومة بسيارات مصفحة بإغلاق كل الطرق المؤدية الى ساحة أول مايو، ومنعت الشرطة عددا من المتظاهرين من الوصول الى ساحة انطلاق المسيرة، وحاصرتهم في شارع محمد بلوزداد، دون ان يتمكنوا من كسر الطوق الامني. وبلغ عدد قوات الشرطة المنتشرة في ساحة أول مايو نحو ألف شرطي “يتوزعون على تسع وحدات من عناصر مكافحة الشغب، كل واحدة منها تضم ما بين 90 و120 عنصرًا” حسب ما أكده مصدر رسمي، في الجهة المقابلة للمتظاهرين تجمع نحو 20 شخصا يحملون صور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ويصرخون في وجه رجال الامن “دعونا نتكفل بطردهم”. وأصيب شخص في الستين من عمره بإغماء ما تطلب تدخل اعوان الحماية المدنية لإسعافه. كما أصيب رشيد معلاوي رئيس النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، بحالة غثيان اثناء محاولة كسر الطوق الامني. ورفض مومن خليل عضو الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان التعليق على عدد المشاركين في المسيرة لكنه قال: “ننتطر ان يكون الجزائريون كثرا ليقولوا لهذا النظام انهم بملكون الحق لتنظيم مسيرة في عاصمتهم. وعلى السلطة ان تعلم من اليوم فصاعدا ان القواعد المبنية على الشمولية لم تعد مقبولة من طرف المواطنين. وأصبح من الضروري ان يستعيد الجزائريون الأماكن العمومية”. أما فضيل بومالة أحد مؤسسي التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية فهاجم السلطات قائلا “القوى العسكرية والمدنية بمن فيهم الرئيس بوتفليقة يجب ان ترحل”. وتابع بومالة “مسيرة اليوم تكملة لمسيرة 12 فبراير. فالاهداف واحدة: التحرك كجزائريين من جميع الفئات لوضع حد لهذا النطام. المشكل الاساسي في الجزائر هو طبيعة النظام، لذلك يجب احداث قطيعة نهائية مع هذا النظام السائد منذ 1999” تاريخ انتخاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.