هددت حركة اللجان الثورية معقل الحرس القديم في ليبيا أمس الجمعة، برد عنيف وصاعق على المتظاهرين والتي وصفتهم ب «المغامرين» في ليبيا، وقالت: إن المساس بالخطوط الحمراء انتحار ولعب بالنار. وفيما قال مصدر طبي ليبي أمس إن عدد قتلى المواجهات التي شهدتها مدينة بنغازي الخميس الماضي بين قوات الامن ومتظاهرين مناهضين للنظام، بلغ 14 شخصا. قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس نقلا عن شهود: إن 24 شخصا على الاقل قتلوا على ايدي قوى الامن في ليبيا خلال تلك المظاهرات. وقالت حركة اللجان الثورية في افتتاحية صحيفتها «الزحف الاخضر» أمس: إن «أي مغامرة من تلك الشراذم المنبطحة، فان هذا الشعب الأبي والقوى الثورية الشريفة سيكون ردهم عنيفا وصاعقا». واضافت الصحيفة أن «سلطة الشعب والجماهيرية والثورة والقائد جميعها خطوط حمراء، ومحاولة تجاوزها او الاقتراب منها انتحار ولعب بالنار، وقد أعذر من انذر. وتابعت حركة اللجان الثورية مشيرة الى المتظاهرين المعارضين وعندها لن تنفعهم امريكا ولا الغرب. وصباح أمس، غداة “يوم الغضب” الذي دعا اليه محتجون عبر الانترنت، خلت الشوارع بشكل شبه كامل في طرابلس، فيما خيّم الهدوء على بنغازي، كما أفاد شهود عيان والذين أكدوا أن عشرات المتظاهرين تجمّعوا أمام محكمة في المدينة كان محامون نظموا امامها أمس الأول اعتصاما. من جهتها، اعتبرت المسؤولة عن قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في “هيومن رايتس ووتش” سارة واطسون أن الاعتداءات التي شنتها قوات الامن على متظاهرين مسالمين تكشف حقيقة وحشية تعامل معمر القذافي مع اي حركة اعتراض داخلية. والقذافي يحكم البلاد منذ اكثر من اربعة عقود بدون منازع. واضافت المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان ان مئات المتظاهرين السلميين نزلوا الى الشوارع في البيضاء وبنغازي ودرنة واجدابيا (شرق) وزنتان (غرب)، مؤكدة انه بحسب العديد من الشهود فقد اطلقت قوات الامن الليبية النار على المتظاهرين وقتلتهم لتفريق التظاهرات. واوضحت ان اعنف الصدامات وقعت في مدينة البيضاء (1200 كلم شرق طرابلس)، مشيرة الى ان الطاقم الطبي في مستشفى المدينة طلب الخميس المزيد من التجهيزات، وقال إنه لم يعد قادرا على استيعاب المزيد من الجرحى بعد تدفق 70 مصابا من المتظاهرين نصفهم في حالة حرجة بسبب اصابات بالرصاص. وقال متظاهر مصاب في البيضاء ل “هيومن رايتس ووتش” إنه اضطر لانتظار دوره في وحدة العناية المركزة، مؤكدا ان قوات الامن قتلت 16 شخصا في هذه المدينة واصابت عشرات آخرين. وبحسب هذا الشاهد فان قوات الامن ورجالا مسلحين باللباس المدني اطلقوا الرصاص الحي على المحتجين. وفي بنغازي التي تعتبر معقلا للمعارضة (الف كلم شرقي طرابلس)، افاد متظاهر ان رجالا باللباس المدني مسلحين بمديات انضموا الى قوات الامن لمهاجمة المتظاهرين الذين كان بينهم عدد كبير من المحامين المطالبين بوضع دستور للبلاد. واكدت “هيومن رايتس ووتش” انها تمكنت من التحقق من ثمان حالات وفاة في صفوف المتظاهرين في بنغازي الخميس. وبالموازاة، حضت الحكومة انصارها على التظاهر. وتلقى المشتركون في هواتف “ليبيانا” رسالة نصية قصيرة تدعو “الشبيبة الوطنية” الى الخروج للدفاع عن الرموز الوطنية، كما اكدت هيومن رايتس ووتش. وفي طرابلس حيث لم تلق الدعوة الى “يوم الغضب” الخميس اي تجاوب على ما يبدو، تجمع المئات من انصار الزعيم القذافي مساء الخميس الماضي في الساحة الخضراء وظلوا حتى ساعة متأخرة من الليل. وعلى وقع الاهازيج والابواق في الساحة الخضراء التي اضاءت سماءها الالعاب النارية، ظهر العقيد القذافي وسط الجموع قرابة منتصف الليل، بحسب مشاهد بثها التلفزيون الرسمي. وقالت وكالة الانباء الرسمية إن قائد الثورة قام بجولة في مدينة طرابلس حيث تدافعت جموع الشعب الليبي للالتحام به، وسط زغاريد العائلات من شرفات ونوافذ شقق عمارات شارع عمر المختار، الذي غصّّ هو الآخر على امتداده بالجموع.